دعا رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية إلى وضع "استراتيجية وطنية يتبناها "الكل الفلسطيني"، رداً على خطاب رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي يوم الثلاثاء. وأكد هنية على التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني، وعدم التفريط فيها، وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم داخل وخارج فلسطين، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني "سيمزق الاحتلال" رداً على مطالبة نتنياهو لرئيس السلطة محمود عباس بتمزيق اتفاق المصالحة مع حماس. جاء ذلك خلال حفل أقامته اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة ال63 في غزة بمناسبة اختتام فعاليتها. وبين هنية أن تلك الاستراتيجية تقوم على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنفاذ اتفاق المصالحة الفلسطينية "بدقة وأمانة"، داعياً إلى ضرورة البدء بالخطوات العملية المنتظرة. وأكد أن ما تم التوقيع عليه بحاجة إلى تنفيذ "دقيق وأمين" حتى ترى المصالحة النور، مضيفاً "لا أريد أن أدخل في التفاصيل.. نحن بحاجة إلى تنفيذ كل بند بحذافيره دون إدخال تعديلات تمس اتفاق المصالحة". وتابع" نحن سنتمسك بالمصالحة وسنمزق الاحتلال، لذلك أنا أدعو إلى التمسك بالمصالحة وأن نعزز عناصر الصمود وأن نقف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال." وقال "إن تصريحات نتنياهو تعبر عن الوجه الحقيقي الإسرائيلي المدعوم من الولاياتالمتحدة "، مشيراً إلى أن ما طرحه نتنياهو ينبغي أن يواجه بتعزيز خيار الصمود والمقاومة، والخروج من الهم والعباءة السوداء التي تسمى "عملية التسوية". ولفت هنية إلى أن خطابات الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتنياهو الأخيرة في واشنطن " لم تفاجؤنا ولكن قد تكون فاجأت غيرنا ممن كانوا واهمين بأن الاحتلال يريد السلام وأنه من الممكن أن يقدم شيئاً للشعب الفلسطيني من خلال التسوية". وتابع "نحن الذين نعرف طبيعة وحقيقة هذا الصراع وهذا المحتل، ولذلك لم نفاجأ من هذه الإستراتيجية الواضحة للاحتلال بأنه لا لدولة فلسطينية، ولا لحق العودة، ولا للإفراج عن الأسرى، ولا لحدود67، ولا لوقف الاستيطان وإزالة المستوطنات، كما يريدون الاعتراف بيهودية (إسرائيل) ليلغي حق العودة ويطرد أيضاً الفلسطينيين في الداخل". وبين أن مطلب نتنياهو الاعتراف بيهودية الدولة يعني شطب حق العودة ، وإخراج فلسطينيي عام 1948 من أراضيهم وديارهم، مشدداً على ضرورة التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بها وعلى رأسها حق العودة من كل أماكن وجود الفلسطينيين في فلسطين وخارجها. ودعا هنية إلى المزاوجة بين العمل السياسي وبين المقاومة الفعالة المبصرة، منوها إلى أهمية الاستفادة من حالة التحول التاريخي التي تشهدها المنطقة وشعوبها.