أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم التحركات واللقاءات الدبلوماسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لإحياء عملية السلام في ضوء التزام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحل الدولتين بما يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة العبرية ودعوتها إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولفتت الصحف إلى تأكيدات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل في مباحثاته مع الرئيسين المصري حسني مبارك بالقاهرة والسوري بشار الأسد بدمشق التزام الإدارة الأمريكية بتحقيق سلام شامل في المنطقة يشمل إلى جانب تسوية المشكلة الفلسطينية تحقيق السلام بين كل من سوريا ولبنان وإسرائيل. وأوضحت أن المباحثات الأمريكية الإسرائيلية حول القضية الفلسطينية تشير إلى أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد موقفا معاكسا ومعارضا لموقف الإدارة الأمريكية .. مدللة على ذلك بالشروط المرفوضة فلسطينيا وعربيا التي وضعها نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية وأبرزها أن تكون دولة منزوعة السلام وتخضع جوا وبرا وبحرا لسيطرة إسرائيل كما اشترط اعتراف الفلسطينيين بما سماه يهودية دولة إسرائيل كشرط مسبق لبدء أي مفاوضات. ورأت الصحف أن كل المؤشرات الإسرائيلية تؤكد أن حكومة إسرائيل لا تتخذ حتى الآن أي بادرة تنم عن رغبتها في تحقيق السلام في المنطقة خاصة أن نتنياهو لا يزال يواصل سياسة بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة ومخطط تهويد القدس .. متسائلة هل لقاءات ميتشيل مع الرئيس المصري حسني مبارك واجتماعه بالمسئولين بالضفة الغربية وإسرائيل توحي بالتفاؤل وهل يرضخ نتنياهو لإرادة المجتمع الدولي والتخلي عن سياسته الاستيطانية وتهويد القدس خاصة أنها سياسة تبدد الفرص السانحة للسلام بالمنطقة. وأكدت على ضرورة وجود جهد دولي جماعي أمريكي وأوروبي ضاغط يقول لإسرائيل كفى لأنه لم يعد لدى العالم قدرة على احتمال كل هذا العبث واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء المنطقة على برميل بارود مما يعرض الأمن والسلم للخطر .. وقالت أن أبعاد هذه الأخطار يتطلب الاعتراف بحل الدولتين الدولة الفلسطينية وعاصمتها الشرقية ودولة إسرائيلية وتجميد أشكال الاستيطان والعودة إلى المفاوضات لبحث موضوع الحل النهائي بما في ذلك القدس واللاجئون والحدود والمياه. وأوضحت الصحف أن هناك أنباء حول صفقة أمريكية إسرائيلية ومحورها موافقة حكومة نتنياهو على تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات .. لافتة إلى أن إسرائيل بتسريبها لهذه الأنباء تهدف إلى إضاعة المزيد من الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع من خلال التملص من التزاماتها ومواصلة الاستهتار بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وخاصة الالتزام بخارطة الطريق. وخلصت الصحف إلى القول أن القضية الفلسطينية تبقى من أولويات الجهود العربية والدولية لفرض سلام عادل وشامل في المنطقة. // انتهى // 1033 ت م