ماذا أقول عن مكتب جوازات جدة؟ عرفته عندما طرقت أبواب العمل الحر، ماذا أستطيع أن أقول عن مكان أعرف طرقاته و أعرف مداخله و مخارجه؟ عرفته و أنا طالبةً تزاحم الرجال لتنهي تجديد أو إصدار إقامة للعمل الحر الذي اختارته للهروب من الروتين اليومي، ماذا أقول عن مكان كل من يعمل فيه يرتدي الزى العسكري و أنا أحمل أفكاراً تشتمل على الظاهر و الباطن خلال طفولة العقاب " بالعسكري". ماذا أقول عن مكان يترك فيك حين تغادره خبرات تفيدك في التعامل مع الدوائر الأخرى؟ فعند عودة ابنتي الطبيبة أحلام من البعثة التعليمية، طلبت منها أن تقوم باستخراج إقامة العاملة المنزلية بنفسها. لكن جوازات جدة شهدت مخاض عملي الحر و لا أنكر أبداً مساعدتها للنساء قبل ولادة قسم النساء، و مفهوم المنشآت الصغيرة و المتوسطة في بلادي. و أما عني أنا، فقد سعدت بولادة قسم النساء بجوازات جدة و أن حواء السعودية أصبحت تلبس الزى العسكري بالرغم من أنها على بند الخدمة المدنية لتقدم خدمة الإقامة و السفر لنساء العالم . و لقد اهتم مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة العميد محمد بن حسن الأسمري بتجديد مكان النساء و إيجاد مصلى و دورات مياه و هذا أقل ما نقدمه لنساء تغربن وساهمن معنا في تنمية البلاد، حتى بدا المكان للمراجعات يسر عين الناظرين، و المعروف عن "الأسمري" أنه لا يجلس على المكتب ليُلقي و يتلقى التنظيرات، إنما يدور متوثباً مكاتب الجوازات، فهي علامة على آلة إنسانية متقنة من الخلق والفهم، و قد تقدمت الخدمات في عهد إدارته فقد كنا نحتفل باستخراج إقامة للمقيم في منشأنا فيما سبق. بقيت الأماني بإعطاء الصلاحيات لموظفات القسم و أن لا يقتصر دورهن على "نادلات" يحملن طلبات الخدمة إلى "الشيف" لانجازها، أي الاستلام و التسليم. تلك هي حكايتي مع جوازات جدة التي عرفتها طالبة و صاحبة أعمال، حتى يخيل إليّ أن مبانيها عرفتني. حسناً! الأمنيات لا تقتصر على مكتب جوازات جدة، بل جميع الأقسام النسائية الحكومية، و التفت إلى أصحاب القرار، و أقول: "رجاء فعّلوا دور موظفات أقسام النساء في الدوائر الحكومية". [email protected]