أتشرّف في بعض الفعاليات والرحلات بمرافقة كبيرة المذيعين بإذاعة جدة القسم الإنجليزي، سمر حسين داوود فطاني، وقبل أسبوع كان لنا لقاء بالمكّاويات بمكة، وكان مساءً رائعًا، شُغفتْ فيه الأسماع بروائع الاقتصاد من بنات وطننا، وكان للاقتصاد حضور رائع من المكاويات،عطَّره صوت الأديبة والمذيعة سمر فطاني، بإدارة الحوار مع الضيفات، بعضها مقروء، والآخر مرتجل، وكان في كلا الحالين مبدعًا في العرض، وممتعًا للأسماع، صوتها يضيء الدروب المعتمة، فانتصرت الكاتبة فيه على الرسمية، وغلب الذوق على الترسم، ويتنامى إحساسنا بالفخر حين نعلم أن الحبيبة سمر فطاني تسعى في دروب الخير دعمًا وحبًّا لبنات الوطن. * * * تُبادر سمر لدعم السيدات في المحافل الأدبية والاجتماعية والاقتصادية، وتحضُّ عليها، لا تنتظر سؤال سائل، ولا طارق باب، ولا ترجو منه جزاءً من نساء الوطن، ولا شكورًا، واحتضنتهم بفيض مشاعرها، بقلمها البليغ، وفكرها الثمين، وأسبغت عليهم من واسع علمها وأدبها، وأدخلت البهجة والسعادة عليهم، يظن كل مَن يتواصل معها أنه -دون سواه- أخلص أصدقائها؛ وتلك خصيصة لا يؤتاها إلاّ ذو حظٍّ وحظوة. * * * سمر فطاني، تقف اليوم دوحة حنان، وارفة الظلِّ، يقصدها مَن مسّه هجير الضيم، كي يتفيأ بعطائها، وسجلها من الحوارات العالمية، تستخدم لغة شكسبير في الجامعات العالمية، وتحاور الأكاديميين، والمهندسين، والمحاسبين، ورجال الأعمال، وأصحاب الفكر، وإلقاء الضوء عن دور المرأة في المجتمع السعودي تنشره للاحتذاء لا للرياء. * * * لنساء الوطن كلُّ الحقّ أن يحتفوا بسمر فطاني، ولِمَ لا يحتفون.. وقد كانت الثقافة والحوار وما برحت (ضيف الشرف) على لسان أديبتنا وكاتبتنا، وهي تفعل ذلك كلّه إيمانًا منها بمكان المثقف ومكانته في وجدان الأمة، وتقديرًا لأدائها داخل الوطن وخارجه، وتصديقًا لمهمتها الإنسانية التنموية لبلادها، وتمثل فكرًا تنمويًا. * * * سمر روضةُ جودٍ يقتدى ببرّها، نموذج يحتاج إلى أن تعرفه كل الناشئة السعودية، فهي بحق من القدوات الصالحات، والنماذج الوطنية التي ينبغي لشبابنا أن يتفتح وعيه على سيرتها العطرة! وحسبنا أن سمر فطاني ابنة هذا الوطن. [email protected]