تجنى وتلمس الوطنية إيجاباً عندما يتخلى الإنسان عن مطامعه الشخصية وأنانيته لصالح الوطن وعامة المواطنين، بحيث يشترك في هذا السلوك المواطن الفرد والموظف على حد سواء، وفي كل القطاعين الخاص والعام، وبالعكس تعم الفوضى ويكون التخلف في كل الوجوه عندما تتعدد وتدب اللامبالاة بالمكاسب الجماعية لصالح الفردية، ثم تكون الفوارق الطبقية في المسكن والمأكل والمشرب والمركب بما يزيد في تكاثر هذا النوع من البشر ليقلدوا ويلحقوا بمن سبقهم في هذا المجال، وذلك بصرف النظر عن أسبابه، والضحية في كل الحالات الوطن والمواطنين وللأسف. وطبيعي كل مخلص صادق لمبدأ الوطنية الإيجابية يتألم عندما يشاهد هذه النوعية من أبناء جلدته مَن يسعى ليحيى بمفرده ومن يحب ، وعنده لا مانع في أن يموت الآخرون، فاهتمامه شخصي ودوني، كمن يقول "نفسي نفسي ولا أكثر" هذا النوع من بني الإنسان تموت عنده الغيرة الوطنية تماما، فلا يهمه تطور أمته ولانجاحها في أي مجال من المجالات، ولايرحم ضعيفا أو محتاجاً، تغلب عليه أساليب الجحود وكأنه خُلقَ ليعيش بذاته ليس إلا. ومن هنا فالمواطن من هذه النوعية لايشارك في اي مجالات ناجحة أو بناؤه ، والموظف المنحرف قد يخرق الانظمة ويتمرد عليها ليحصل على الرشوة بكل أنواعها، مستغلا سلطته ونفوذه ، لكنه سرعان ما ينكشف ويُطاحَ به إن عاجلاً أو آجلا بأمر الله، مبدأه الظلم والميل والحيف دون وازع أو خجل والعياذ بالله، متناسياً أن الله يُهمِل ولايُهمِل وأن الرزق الحرام يُحرق الحرث والنسل معاً. وعليه وعلى سبيل المثال وكما هو معلوم لدى الجميع، قد يُطيح الطالح بالصالح وذلك بطرق الغدر والزيف والكذب والخداع، ولكم أن تتصوروا تكالب كل السلبيين على الإيجابيين ليصدوهم عن الطريق السوي إلى طريقهم طريق الشيطان إن تمكنوا، ليصبح الإيجابي نتيجة الضغوط في حيرةً من أمره، بين من يدعوه ويشجعه على الإنحراف لتحقيق المكاسب الخاصة بدناءة ، أو التخلي مضطراً عن عمله مصدر تحقيق الأمان والاستقرار له بعد الله ، معتمداً على الله سبحانه وتعالى ومنفذا للعهد الذي قطعه على نفسه بالإخلاص للدين ثم المليك والوطن، نعم الاتجاه للانسان المسلم ومنتهى السعادة في السر والعلن والله الموفق..