حملنتيشيات

قفا نبك من ذكرى زقاق معروج=وقد صوحت أطلاله وخرائبه
لعبنا به غميمة بعد طبطب=بضوء نهار ما ادلهمت مغاربه
وفسحتنا مقلية وبليلة=يهضمها شربيته وسحالبه
وإن جاء فصل الصيف حل محلها=لنا كأس (دندرما) تسيل حلائبه
فدع عنك هذا إن اردت مقالتي=فما كل مكتوب يرى الحق كاتبه
اقول لجاري ناصحا ً متودداً=أضاحكه حيناً وحيناً أعاتبه
أراك دواما في المقاعد ساهرا=على لعب "صنٍ" ما استبانت مكاسبه
تصيح بوجه الخصم "كاتشو" مهددا=كأنك هر أعجبته مخالبه
وتحمر عيناك احتجاجا عليهمو=لأجل حساب اخطأ القيد حاسبه
تعود وقد نام العيال وأمهم=ومنهم كسول ما تكامل واجبه
يروح وباقي نومةٍ بجفونه=يجاذبها مما به وتجاذبه
ويستغرب الأستاذ ما من متابع=من الأهل نستهدي به ونخاطبه
وأنت غريق في التصابي إلى متى=وفعلك عيب سيئات عواقبه
فقد قال بشار بن برد عبارة=تترجمها أفكاره وتجاربه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى=ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وإن أنت لم ترع الصبي مبكرا=عصاك إذا ما (الواد) طلت شواربه
وإن أنت لم تعط النموذج صادقاً=ففي مقبل الأيام تبدو مثالبه
فإنك إن لم تدعم النصح بالذي=يصدقه بالفعل تاهت ركائبه
ودعنا من التنظير من غير طائل=فنحن بجيل مبكيات غرائبه
فلا تترك الواد المراهق داشرا=ولا حبله من غير ضبط وغاربه
إذا ألف التدخين من صغر سنه=فخوفك مما في المزاج يصاحبه
فيأتي مع التدخين شيء محرم=ويصبح كييفا ومن ذا يحاسبه
ولا تهمل المحفوظ قوّم سلوكه=ليحيا سويا طبعه ومذاهبه
لأنك مسؤول عن البيت كله=يهمك أشخاص به وكراكبه
فما قيل رب الدار إلا لأنه=يعد عليه جده وتلاعبه
نجاح ابنكم شيء يبيض وجهنا=يسر به اخوانه وحبائبه
فترتاح في شيخوخة العمر هانئاً=إذا سار (دغري) أو تلاشت متاعبه
تأخره في خارج البيت سبةٌ=تلاحقه حتى تشيب ذوائبه
ومن قبل تحقيق المطاليب للفتى=تسائله عن وضعه وتجاوبه
نخصص أوقاتاً من أجل عيونه =يداعبنا وقت الرضا ونداعبه
فنحن خلقنا في زمان مغاير=له حلوه أو مره ورغائبه
سبحنا ببحر مستقر وهادئ=تسير به لنشاته ومراكبه
على قدر ما يسخو الزمان بجوده=نسايره في فعله ونواكبه
وعشنا به حتى كسا الشيب شعرنا=وما لوثتنا (إي وربي) معايبه
وهم بحرهم (الله) يرحم حاله=نسائمه يوما وشهرا هبائبه
أعاصيره تترى وفيها زوابع=وأسعدهم من يتقي ويجانبه
فحنوا عليه وانصحوه وتابعوا=فلا بد من عين عليه تراقبه
لأن شباب الجيل رخو وخيخة=تخوفهم عند الظلام ثعالبه
ولولا انتشار الكهرباء بوقتهم=لما أدرك المطلوب بالليل طالبه
ولا سار منهم آخر الليل سائر=ولو كان فيه بدره وكواكبه
ومن أعجب الحالات في الأمر أنهم=اذا نقرز المزمار أو جال لاعبه
يلوذون بالأبواب خوفا وكلهم=بليد ومتعوس الرجاء وخائبه