تفاعلاً مع ما نشرته صحيفة «الحياة» قبل أيام عن تخوف أهالي الأحياء القريبة من مرمى نفايات أبها من استقرار عشرات المخالفين عند المرمى، وما يسببونه من تلوث بيئي عبر حرق النفايات. واعترفت أمانة منطقة عسير على لسان مدير صحة البيئة فيها الدكتور جابر حمزة بوجود ضرر بيئي من مرمى النفايات الذي يزيد عمره على 20 عاماً، مؤكدة أنها بصدد البدء في تنفيذ مشروع مرمى بمواصفات عالمية لنفايات منطقة عسير، وذلك في محافظة خميس مشيط، مشيراً إلى أنه سيكون مجهزاً بمصانع تدوير المواد بطريقة حديثة. دعا مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الجنوبية علي الفرطيش أمانة منطقة عسير، إلى وضع حد للضرر البيئي الذي يحدثه مرمى النفايات على صحة المواطنين، مشيراً إلى أن بقاء وضعه على هذا الحال «كارثي ومدمر للبيئة». وأضاف أن مرمى النفايات يسبب مخاطر صحية جسيمة بسبب تلويثه الأرض والهواء، كما أن مجهولين يقيمون فيه يشكلون خطراً أمنياً وصحياً، إذ إن بعض رجال الأمن يجدون صعوبة بالغة في إلقاء القبض عليهم ومطاردتهم لكثرة عددهم. وتابع: «نحن في مركز الأرصاد لسنا من يوجه ويأمر، بل نحن مجرد جهة تعد استشارات وتتابع وتنبه وتراقب فقط، ومن هنا نوجه إنذاراً بخطورة الوضع، وسبق أن تحدثت إلى أمين منطقة عسير حمدان العصيمي الذي أكد أن المرمى الجديد سيتم إنشاؤه قريباً على طريق وادي بن هشبل ليكون مثالياً ويحمل مواصفات عالمية». من جهته، أوضح المهندس الكيميائي محمد العسيري أن مرمى نفايات أبها يسبب 3 أنواع من الأضرار على التربة والمياه الجوفية والهواء، لافتاً إلى أن التربة تتلوث بخلاصة ناتج المواد الصناعية والمعادن، ما يتسبب في تدميرها وعدم إمكان زرعها، فيما تتسرب عناصر الزئبق والرصاص والزرنيخ إلى المياه الجوفية، مسببةً أمراضاً خطرة للإنسان أبرزها السرطان، كما أن نتائج حرق المخلفات تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمكث وقتاً طويلاً في الهواء ويسبب أضراراً هائلة. وتطرق إلى أن المياه الجوفية التي تستخرج من الآبار أو الأودية أو تستعمل في الزراعة أو تغذية النبات تحمل الأمراض إلى الحيوان ثم للإنسان وبالتالي تتلوث الدورة الغذائية بالكامل.