أصبح استنشاق الهواء النقي في مركز خيبر الجنوب التابع لمحافظة خميس مشيط أمرا مقلقا صحيا، بعدما تسبب مرمى النفايات المجاور للأحياء السكنية في تلوث البيئة بشكل كبير جراء الأدخنة السامة التي ينفثها يوميا والناتجة من عمليات الحرق المستمرة. وفيما يواصل عمال المرمى عملهم اليومي، سجلت المراكز الصحية ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الربو والحساسية بين الأهالي جراء استنشاق هذه الانبعاثات الممرضة. وتخوف مدير مدرسة خيبر الجنوب المتوسطة والثانوية سعيد فالح بو كعبة، من تسبب أدخنة النفايات المحروقة في إصابة الطلاب بأمراض الربو والحساسية بسبب الروائح والأدخنة التي ينفثها مرمى النفايات في كافة أنحاء القرية منذ عدة أعوام. واستغرب ما أسماه تجاهل أمانة منطقة عسير للشكاوى والمطالب المتعددة من قبل الأهالي لنقل المرمى إلى موقع خارج النطاق العمراني، حتى لا يتسبب في تلوث البيئة ويؤدي لظهور أمراض خطرة. يقول عبيان عبد الله الخذامي (من الأهالي)، يعاني سكان المركز من الآثار السلبية لمرمى النفايات المجاور للأحياء السكنية، بسبب الأدخنة والانبعاثات الضارة التي تغطي سماء القرية بشكل يومي جراء عمليات الحرق، كما أن المرمى يقع في مجري السيول التي تنقل النفايات إلى داخل القرية ما يشكل خطرا على البيئة والصحة العامة. وأشار الخذامي إلى أن معظم أهالي القرية مصابين بأمراض الربو والحساسية وضيق في التنفس، جراء التلوث البيئي الذي أحدثه المرمى في المنطقة. ويطالب عبد الله حمد (من السكان)، البلدية بالعمل بشكل عاجل على نقل مرمى النفايات الحالي إلى موقع آخر خارج النطاق العمراني والسكني، مع تنظيف موقعه حتى لا تتسبب بواقي النفايات في تلوث البيئة، خاصة أنها تكدست في الموقع منذ عدة أعوام. وأضاف أختلطت النفايات والمخلفات بمياه الأمطار، الأمر الذي سيؤثر سلبيا على الصحة العامة كون معظم أهالي مركز خيبر الجنوب يعتمدون في الشرب والري على المياه الجوفية والأودية التي تقع بالقرب من المرمى. ويرى دلموك محمد دلموك، أن بقاء المرمى في موقعه الحالي سيؤدي إلى أضرار بيئية وصحية في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن موقع مرمى النفايات الحالي تم اختياره عام 1409ه، عن طريق لجنة مشكلة من عدة جهات، ولكنها لم تأخذ في الحسبان التوسع العمراني والسكاني في المركز. حمد الشهراني يقول: أكثر المتضررين من وجود المرمى في موقع مجاور للأحياء السكنية هم الأطفال وكبار السن الذي لايقدرون على استنشاق الروائح الكريهة والأدخنة الكثيفة المحملة بالغازات السامة المنبعثة من المرمى. وأضاف أن كثافة الأدخنة التي تنبعث في الأحياء يوميا لا يمكن لأي شخص تحملها، متسائلا عن الأسباب الحقيقة التي أدت لتأخير نقل المرمى من موقعه الحالي بالرغم من الأضرار العديدة التي تسبب بها في المركز. وانتقد رئيس مركز خيبر الجنوب سعد هياف القرقاح تأخر بلدية وادي بن هشبل عن نقل موقع المرمى الحالي إلى موقع آخر، خاصة أنه تسبب في الكثير من الأضرار الصحية والبيئية في القرية، مشيرا إلى أن إمارة منطقة عسير وجهت بلدية وادي بن هشبل بدراسة نقل مرمى النفايات من موقعه الحالي إلى مكان آخر ولا زالت المعاملة لدى بلدية وادي بن هشبل حتى الآن. من جانبه، أوضح رئيس بلدية وادي بن هشبل عوض آل سياف، أن مرمى النفايات الحالي في مركز خيبر الجنوب وضع من قبل بلدية خميس مشيط قبل 15 عاما، وقد وصل إليه المد العمراني، وأصبح وجوده يشكل خطرا على الأهالي. وأضاف: يتم حاليا تنفيذ مشروع مدفن أبها الحضرية في وادي بن هشبل وهو عبارة عن مدفن حضاري للأمانة وبلديات خميس مشيط وأحد رفيدة، إضافة إلى بلدية وادي بن هشبل وهو في مراحله النهائية، وعند اعتماده سوف يحل المشكلة، وفي حالة تأخر المشروع لأي سبب فبالإمكان تشكيل لجنة من الجهات المختصة لنقل مرمى نفايات خيبر إلى موقع آخر.