اشتكى أهالي قرية شفان التابعة لمركز وادي بن هشبل بمنطقة عسير من إشكاليات التلوث التي تلاحق القرية، مؤكدين أن القرية محاصرة من الجهة الجنوبية ب "محرقة" قطاع وادي بن هشبل، فيما تقع مشاريع للدواجن على مقربة من القرية. وأوضحوا أن عملية حرق النفايات تتسبب في تلوث البيئة وينتج عنها أضرار جسيمة للقرية وأهلها، بينما يتم إلقاء أعداد كبيرة من الدجاج النافق، ما نتج عن ذلك انتشار الروائح الكريهة والحشرات، الأمر الذي ساهم في انتشار الأمراض، وسط لا مبالاة بسكان القرية المحرومة والمحاصرة بالأمراض من ثلاث جهات. وقال سعد مبارك الشهراني وهو أحد أهالي القرية ل "سبق": "التلوث يحاصر قريتنا من ثلاث جهات؛ فمن الجهة الغربية محاصرون بالصرف الصحي (المكشوف على الطبيعة) والذي يبعد 3 كلم، ومن الجهة الشرقية بأكثر من 15 مشروع دواجن، تبعد عنا من 3 إلى 6 كلم، كما أن المساعي تبذل حالياً من أجل نقل محرقة مركز خيبر الجنوب إلى الجهة الشمالية من قريتنا ليكتمل بذلك الحصار من جميع الجهات مما يجعل قريتنا مهددة بالدمار والخراب وبالأوبئة والأمراض". وتساءل الشهراني: "أي حياة هذه التي سوف نعيشها في هذا الحصار؟"، مؤكداً أن هذا الحصار من التلوث يتعارض تماماً مع قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (193) في (7/ 7/ 1422ه) ومع المرسوم الملكي الكريم رقم (م/ 34) في (28/ 7/ 1422ه) الذي ينص على (حماية البيئة والمحافظة عليها ومنع تلوثها وتدهورها والحد من ذلك). وتابع قائلاً: "كما هذا الموقع المراد تلويثه بمحرقة خيبر الجنوب هو محور للنزاع بين قبيلتين إحداهما تسكن في خيبر الجنوب، وقد صدر فيه الأمر السامي الكريم رقم (4/ 1255/ م) في (15/ 7/ 1411ه) ببقائه على طبيعته لكونه من مناطق الرعي ويوجد به أشجار الطلح والسدر التي يجب حمايتها والمحافظة عليها, فكيف تنقل إليها محرقة خيبر الجنوب لحصارنا؟". وناشد الشهراني باسم سكان القرية، المسؤولين في منطقة عسير بالوقوف على هذه المعاناة وإبعاد مصادر التلوث عن قريتهم قبل أن تتفاقم معاناتهم. ومن جانبه، أكد مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الجنوبية على الفرطيش ل "سبق" صدور قرار من إمارة عسير بتشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة لمتابعة قضية قرية شفان بمشاركة محافظة خميس مشيط والمياه والزراعة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بعد تلقي شكوى من أهالي القرية، وأوضح أنه سيتم من خلال متابعة اللجنة اتخاذ الإجراءات اللازمة. أما محافظ خميس مشيط سعيد بن مشيط فبيّن في حديثه ل"سبق" أن مشروع مرمى النفايات في محافظة خميس مشيط، لم يتم تحديد موقعه بعد، خصوصاً بعد اعتراض أهالي خيبر الجنوب وشفان على وضع مرمى النفايات في مواقع قريبة منهم، وتم تحويل المشروع للأمانة والبلديات لعمل دراسات شاملة تحدد موقع مناسب لمرمى النفايات بحيث يكون بعيداً عن الكتل السكانية.