أماط عضو البرلمان الكويتي الأسبق، والمفكر الإسلامي الدكتور عبد الله النفيسي اللثام عن تفاصيل الفكرة التي طرحها بتوحيد دول الخليج العربي في دولة واحدة لضمان بقاء واستقرار الدول الصغرى وهي الكويت والإمارات والبحرين وقطر. و قال النفيسي: "الوحدة التي أدعو إليها ليست اندماجية، وليست تحت قيادة المملكة العربية السعودية، كما نقل عني بالخطأ سابقًا، وأشترط أن يتم تنفيذ ذلك الفكر الوحدوي وفقًا لخطوات مدروسة، الأولى منها توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع بحيث يكون لدول مجلس التعاون الست وزيرًا واحدًا لكل وزارة من تلك الوزارات، تمهيدًا لتنفيذ الخطوة الثانية وهى الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى، دون المساس بنظام كل دولة واستقرارها الداخلي". وأضاف النفيسي: "الهدف من ذلك التوحد إقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية التي تريد النيل من الخليج، وخاصة من أعضائه الصغرى الكويت وقطر والإمارات والبحرين، المخترقة أمنيًا والمنكشفة سياسيًا". وكشف عن وجود خطة أمريكية إيرانية، تحاك خيوطها خلف الستار، تهدف إلى تمكين طهران من دول الخليج وتسهيل انقضاضها عليها في المستقبل القريب. وقال النفيسى: "الهجوم على فكرتي يرجع إلى سببين أولهما نمطية التفكير التي باتت عند المواطن الخليجي، فالكويتي يفكر كويتيًا والإماراتي يفكر إماراتيًا، إلى آخر دول الخليج، لذا هم يرفضون التوحد وأي من يدعو إليه". وأضاف: "السبب الثاني يعود إلى جهات رسمية تتحسس من فكرة الوحدة ما يجعلهم يحرضون ضده، كتابًا وصحافيين ونوابًا وحتى رجال من عامة الشعوب، لإفساد الأفكار ومحاولة تسميمها، وتشويشها". وتابع عضو البرلمان الكويتي الأسبق: "بقاء دول الكويت والإمارات وقطر والبحرين على وضعها الحالي، يشكل لها تهديدًا كبيرًا في المستقبل القريب من قبل قوى خارجية، على رأسها جمهورية إيران". وحذر من أن إيران اقتضت ظروفها الداخلية المهترئة أن تصنع عدوًا في الخارج لتحاول به تعويض الاختلالات الداخلية، وهذا بالنسبة لها متنفس خارجي، بعد أن ضاقت بها السبل في الداخل. إلى ذلك كشف النفيسي عن وجود صفقة كبيرة قادمة في الطريق، بطليها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران بشأن الوضع العام في الخليج، وأبدى تخوفه من تلك الصفقة التي تحاك خيوطها في الخفاء، والتي تعتبر ثمرة لمحادثات مستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف. وقال: "إيران لديها قدرة هائلة في التعامل مع الأمريكيين ولديهم لجنة عليا مشتركة، مقرها العاصمة الأمريكية منذ قرابة العامين، خصصت لتلك الأغراض". وأضاف أن المحللين الأمريكيين يعلمون تمامًا المحادثات السرية الدائرة منذ فترة ليست قريبة بين الطرفين. وتابع النفيسي: "الدليل على ذلك أن غزو أمريكا للعراق كان عسكريًا، بيد أن الغزو السياسي تركته أمريكا لإيران لتقاسمها صناعة القرار، بعد أن أدركت أمريكا أنها لا تستطيع التخلي عن شراكة إيران لها بالعراق، والمثير أن المفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين تمت في حضور نور المالكي".