حددت وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على الأنفس في الشرطة أمس، هوية قاتل العامل الهندي في أحد المجمعات السكنية في ضاحية الكندرة وسط جدة، وتبين أن الجاني صديق حميم للقتيل، وأجهز عليه بطعنات عدة ثم هرب إلى العاصمة الرياض وتوارى عن الأنظار هناك قبل أن تسقطه عملية تنسيق مشتركة بين الأجهزة الأمنية في العاصمة وجدة. أولى خيوط سقوط القاتل الهندي وقعت في يد السلطات الأمنية عندما تغيب صديق القتيل من مقر عمله لأسباب غير معلومة. وأجرى رجال الأمن عمليات تمشيط واسعة بحثا عن المشتبه به حتى عثروا عليه في الرياض، بعد أقل من 72 ساعة من تواريه عن الأنظار واختفائه. حيثيات الجريمة الغامضة بدأت بوصول بلاغ إلى شرطة جدة عن العثور على قتيل في مجمع سكن للعمال في الكندرة، فتحركت السلطات إلى مسرح الجريمة لتعثر على رجل في ال40 من عمره مفارقا الحياة وعلى جسده آثار طعنات مميتة. في الحال تم إبلاغ غرفة العمليات والجهات المساندة، فيما تابع مجريات التحقيق الميداني والتحري المكثف مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي ورئيس التحقيقات الجنائية. شكلت السلطات فريق أمن يضم خبراء من وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي، وبدأ الفريق مهماته على الفور بغرض كشف غموض الجريمة، والتوصل إلى أشخاص تربطهم صلة بالقتيل، في الوقت الذي حرص فيه ضباط التحقيق الاستماع إلى أقوال الجيران وزملاء ورفقاء العامل الهندي المغدور، ولم يمض غير ساعات حتى توصل رجال الأمن إلى معلومات في غاية الأهمية عن القتيل ومحيط علاقاته الاجتماعية وصداقاته، وتركز الاشتباه على رجل من ذات الجنسية توارى عن مقر عمله بعد الحادث مباشرة فتعززت الشكوك عندما فشلت كل محاولات الوصول إليه مع معلومات عن فرضية فراره من جدة إلى إحدى المناطق. وتبين من التحريات والمعلومات المتوافرة أن العامل المختفي تربطه علاقة صداقة قوية مع المغدور الذي تأكد فراره إلى العاصمة الرياض. ومع ذلك، واصلت السلطات الأمنية تمشيطاتها في أنحاء متفرقة من جدة ولم تسفر العمليات عن الاهتداء إلى المتهم. وفي الحال، نسقت الأجهزة الأمنية في جدة مع شرطة الرياض وتم العثور على المتهم مختبئا في أحد أحياء العاصمة، حيث أقر بالتهمة المنسوبة إليه، وقال للمحققين إن خلافا طارئا دفعه إلى توجيه أكثر من طعنة في جسد صديق عمره. وقال المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد: إن تنسيقا أمنيا عالي الكفاءة بين الأجهزة الأمنية، قاد إلى إسقاط القاتل الهندي، مشيرا إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة تفاصيل الجريمة وظروفها. إلى ذلك، عبر مسؤول في القنصلية الهندية في محافظة جدة عن ارتياحه البالغ لنجاح سلطات الأمن في كشف غموض مقتل أحد رعاياها، وقال المصدر: إن سرعة ضبط الجاني تؤكد مقدرة الأمن السعودي ومهارته الكبيرة في ملاحقة القتلة والمجرمين. --- لجينيات ---