قصفت تركيا مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في مدينة إعزاز (شمالي سوريا)، بعد ساعات من إعلان استعدادها للتحرك عسكريا ضدهم، حيث ترى أنقرة أن التطورات بسوريا تهدد أمنها القومي. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن القوات التركية قصفت المناطق القريبة من إعزاز السورية ردا على النيران التي استهدفت الأراضي التركية، وفقا لقواعد الاشتباك، مؤكدا أن التطورات في سوريا تهدد أمن أنقرة القومي. وقال أوغلو إن "على وحدات حماية الشعب أن تبتعد عن إعزاز وفورا"، مضيفا أن عليها "ألا تحاول مرة أخرى قطع الممر" بين تركيا وحلب. من جهته، أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر رسمية تركية- بأن المدفعية التركية قصفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة إعزاز ومطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي. وقالت المصادر إن القصف المدفعي على هذه المناطق كان ينفذ في السابق ضمن إطار قواعد الاشتباك، ولكنه هذه المرة كان قصفا مباشرا، وأن هذا القرار اتخذ في الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي عقد قبل عدة أيام في القصر الجمهوري بالعاصمة أنقرة. وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الحالي، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة. وعيد تركي ويأتي القصف المدفعي التركي بعد إعلان رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا. وترى أنقرة أن الاتحاد الديمقراطي فرع لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه "إرهابيا". وقال أوغلو في كلمة بمدينة إيرزينكان (شرقي تركيا) "نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ في سوريا الإجراءات التي اتخذناها في العراق وقنديل"، في إشارة إلى حملة القصف التركية العام الماضي ضد معقل حزب العمال الكردستاني بجبل قنديل (شمالي العراق). وقال أوغلو إن تركيا تتوقع أن يكون أصدقاؤها وحلفاؤها معها في هذا الموقف. خلاف مع واشنطن وحصل توتر بين أنقرةوواشنطن بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه أميركا لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية. واستدعت الخارجية التركية السفير الأميركي جون باس منذ أيام بعد تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قال فيها إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس "إرهابيا". وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك زار وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مدينة عين العرب (كوباني) السورية. وتخشى الحكومة التركية أن يسمح الدعم العسكري الأميركي للأكراد السوريين -الذين يسيطرون على جزء كبير من أقصى شمال سوريا بمحاذاة الحدود التركية- بتوسيع رقعة نفوذهم.