عاد الخيار العسكري الى الواجهة لتصبح العمليات الحربية مفتوحة في سورية بعد اقل من 72 ساعة على اتفاق «المجموعة الدولية لدعم سورية» على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، وقف «العمليات العدائية» نهاية الاسبوع. ومع زيادة روسيا حملتها الجوية على مواقع المعارضة المحيطة بمدينة حلب استهدفت المدفعية التركية برشقات أمس مواقع سيطر عليها المقاتلون الاكراد في الايام الاخيرة في ريف حلب الشمالي، وسط حديث تركي عن تواجد طائرات سعودية في قاعدة انجرليك ووصول طراد روسي جديث الى المتوسط للانضمام الى الارمادا الروسية التي تشارك في العمليات الحربية والمساندة للحملة الجوية الروسية في سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» والجيش التركي امس ان القوات التركية قصفت أماكن مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف اعزاز وريف حلب الشمالي، واستهدف القصف قرية المالكية ومنطقة منغ التي سيطرت عليها «الوحدات» قبل نحو يومين بالاضافة الى منطقة عفرين. واكد مصدر في «وحدات حماية الشعب» استهداف المدفعية التركية قرية المالكية ومطار منغ العسكري. وجاء القصف المدفعي التركي بعد اعلان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ان بلاده ستتحرك عسكرياً عند الضرورة ضد «وحدات حماية الشعب» الجناح العسكري ل «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تصنفه انقرة «ارهابياً». واستمرت المعارك بين القوات الحكومية وميلشيات بغطاء جوي روسي من جهة وعناصر المعارضة من جهة اخرى في ريف حلب. وأكد ناشطون مشاركة سرب من عشرين قاذفة روسية في قصف شمال حلب أمس. وأعلنت موسكو امس ان الطراد «زليوني دول» المجهز بصواريخ عابرة من طراز «كاليبر» توجه من البحر الاسود الى البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية، فيما أبلغ قياديون في المعارضة «الحياة» تسلمهم «كميات كبيرة» من صواريخ أرض - أرض بمدى 20 و40 كيلومتراً من «غرفة العمليات العسكرية» التي تضم ممثلي أجهزة استخبارات مجموعة «اصدقاء سورية» في تركيا، مع بقاء تدفق صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع على رغم تراجع دورها بسبب عدم اعتماد النظام كثيراً على الآليات في التقدم الحالي في ريف حلب. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال في ميونيخ: «اليوم الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة. وللانضمام الى اتفاق (وقف اطلاق النار)، من الضروري ان تغير روسيا الاهداف» في سورية. وأضاف: «وصلنا الى مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم. وحذر من ان «القرارات التي ستتخذ في الايام المقبلة او الاسابيع او الاشهر قادرة على انهاء الحرب (...) او فتح الباب امام نزاع اوسع». ونقلت صحيفتا «يني شفق» و»خبر ترك» التركيتين عن وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ: «اذا كانت هناك استراتيجية (ضد داعش) سيكون من الممكن حينها ان تُطلق السعودية وتركيا عملية برية» قد تستهدف طرد «داعش» من معقله في الرقة شرق سورية. في المقابل أفاد مصدر عسكري سوري بأن الجيش النظامي يعتزم التقدم باتجاه محافظة الرقة. وقال: «تستطيع أن تقول إنها مؤشر إلى اتجاه الأعمال الحربية المقبلة باتجاه الرقة. في شكل عام المحور صار مفتوحاً باتجاه الرقة. هي منطقة على الحدود الإدارية بين حماة (وسط) والرقة» قرب العراق. الى ذلك، افادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن قافلة مساعدات طبية تابعة للهلال الاحمر السوري دخلت الى مدينة دوما المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقية معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق. وكانت «المجموعة الدولية لدعم سورية» دعت الى ادخال مساعدات انسانية ووقف «العمليات العدائية» قبل استئناف المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف في 25 الجاري.