أعلنت تركيا أمس أن هجومها ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وتنظيم «داعش» يمكن أن «يغير التوازن» في المنطقة، في حين تواجه أنقرة اتهامات بقصف الأكراد في سوريا. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة نشرتها الصحف إن «تركيا قادرة على أن تستخدم القوة بشكل فاعل من شأنه أن يساعد في تغيير التوازن في سوريا، والعراق وجميع أنحاء المنطقة». وتتهم قوات كردية سورية تشكل رأس الحربة في المعركة ضد الجهاديين على الأراضي السورية، الدبابات التركية بقصف قريتين في محافظة حلب، شمال سوريا يسيطر عليهما مقاتلوها، ما أسفر عن إصابة أربعة منهم. ونددت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان بالقصف مؤكدة أنه «بدلاً من مهاجمة المواقع، التي يحتلها الإرهابيون من تنظيم الدولة الإسلامية، تهاجم القوات التركية مواقع دفاعاتنا». وأضافت «ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم». لكن مسؤولاً تركياً نفى ذلك قائلاً إن «حزب الاتحاد الديمقراطي (الحزب الكردي الرئيس في سوريا)، مثل سواه، ليس جزءاً من أهداف عملياتنا العسكرية».من جهته، شدد مسؤول في وزارة الخارجية التركية على أن القصف التركي جاء رداً على إطلاق نار من سوريا قائلاً «من المستحيل أن تكون هذه القرية قد تعرضت للقصف». ويأتي هذا التطور الجديد في حين تنتقل تركيا إلى الهجوم ضد تنظيم «داعش» عبر شن غارات جوية ضد مواقعه في سوريا. وبعد اتهام لمدة طويلة بالتساهل تجاه الجماعات المتطرفة، التي تقاتل النظام في دمشق، غيرت الحكومة التركية موقفها إثر هجوم انتحاري نسب إلى الجهاديين، وأدى إلى مقتل 32 شخصاً من أنصار القضية الكردية في مدينة سوروتش. وأضاف داود أوغلو «لا نريد أن نرى داعش على الحدود التركية»، لكنه أكد في الوقت نفسه أن أنقرة «لن ترسل قوات برية». وفي أديس أبابا، التي يزورها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن مسؤول أمريكي كبير أمس أن الولاياتالمتحدةوتركيا متفقتان على العمل معاً لتطهير شمال سوريا من تنظيم «داعش». وقال المسؤول «الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم داعش وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا». من جهة أخرى، أمرت أنقرة بشن سلسلة من الغارات على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ونفذت مقاتلات تركية ليل الأحد مزيداً من الضربات ضد المتمردين. وفي أعقاب الهجوم في سوروتش، أعلن الأكراد سلسلة من الهجمات ضد الشرطة والجنود الأتراك. وبعد بضع ساعات من الغارات التركية الأولى، أعلن الأكراد انتهاء الهدنة، التي يلزمونها منذ عام 2013 وأعلنوا رداً على الغارات مسؤوليتهم عن مقتل جنديين تركيين في انفجار سيارة مفخخة في جنوب شرق تركيا. وقال داود أوغلو «هذه الهجمات تهدد الديمقراطية»، مؤكداً خلال المقابلة التي أجريت السبت، عدم شعوره بأي عداء تجاه أكراد سوريا. وأضاف «إذا قطع حزب الاتحاد الديمقراطي علاقاته مع نظام الرئيس بشارالأسد، ولم يشكل أي تهديد لتركيا فسيكون بإمكانه أن ينضم إلى التحرك من أجل سوريا ديمقراطية». وتابع «لكن إذا حاول القيام بعملية تطهير عرقي في المنطقة، فإن الأمور ستكون مختلفة». واتهمت تركيا مؤخراً أكراد سوريا بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في المناطق الخاضعة لسيطرتهم معربة عن القلق حيال قيام كيان كردي مستقل معاد لها على حدودها الجنوبية. وبناءً على طلب صريح من تركيا، يجتمع حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم الثلاثاء لمناقشة الوضع العسكري بالمنطقة.