- وجدت طبيبات سعوديات متعة العمل بين جثث القتلى والموتى داخل المشرحة وأيضا على الكشف على المغتصبات والمعنفات، حيث يفككن خيوط أكثر القضايا الجنائية تعقيدا ويقدمن تفسيرا واضحا للمحققين عن أسباب الوفاة وأدوات الجريمة وساعة التنفيذ وغيرها من ظروف وملابسات الجريمة. وتوضح الدكتورة خلود الصويغ أخصائي أول طب شرعي، أنها لم تواجه أي صعوبات في عملها كامرأة بإدارة الطب الشرعي، رغم أنها كانت في بداية حياتها المهنية تعمل في طوارئ طب الأطفال، وتقول: «في مجال عملي الأول كنت أتعامل مع حالات الاغتصاب والعنف والإهمال الأسري، فتنامت لدي الرغبة في العمل في مجال الطب الشرعي، وهذا كان سبب توجهي للطب الشرعي، حيث إن هناك نقصا في الكوادر الطبية السعودية للجنسين ذكور وإناث». وأضافت: «تلقيت الدراسة في تخصص الطب الشرعي بين الشرقية ومانشستر، وأشعر بالمتعة في أداء مهام وظيفتي، حيث أؤدي عملا عظيما كما أنني تعودت على مشاهدة جثث الموتى». وبحسب صحيفة المدينة عن الاعتبارات التي تراها ضرورية لعمل النساء في مجال الطب الشرعي، تقول إن منها شخصية المتقدمة لشغل الوظيفة وحب المهنة والاستعداد النفسي وغيرها، مشيرة إلى أنه خلال فترة عملها الممتدة لخمس سنوات في مجال الطب الشرعي لاحظت أن المغتصبات يحرصن على أن يتم الكشف عليهن من قبل طبيبة وأنهن يشعرن بصدمة نفسية من الطرف الآخر داعية إلى التوسع في إيجاد الطبيبات الشرعيات خاصة وأن عددهن في المملكة لم يتجاوز السبعة. أما الدكتورة منار الحارثي وهى طبيبة سعودية حاصلة على الزمالة السعودية وأيضا الأردنية في الطب الشرعي فتروي قصتها مع المهنة وتشير إلى أن ندرة الطبيبات السعوديات في هذا المجال سبب خوضها هذا المجال. وتضيف: «كنت خلال دراستي وعملي أحاول أن أبرهن للجميع على قدرة الفتاة السعودية على اختراق كل المهن بكفاءة عالية مع الحفاظ على قيم ومبادئ المجتمع». وعن طبيعة عملها أشارت إلى أنها تتعامل عن قرب بالكشف على المغتصبات الأحياء ومن تعرضن للقتل بعد الاغتصاب، وكذلك المغتصبين من الأطفال والمعنفين والمعنفات»، وأشارت إلى أن الجانب النفسي والمعنوي مهم جدا في مجال الطب الشرعي وأنها أمضت 6 سنوات من عمرها في هذا المجال وتجد كل الدعم من أسرتها وأقاربها، وأصبحت تنشر الوعي بين الفتيات والأطفال الصغار حول أهمية الطب الشرعي. وتشير الدكتورة حنان الخطيب رئيسة مختبر الولادة والأطفال وفحص الزواج سابقا إلى أنها تركت مجال عمليها السابق واتجهت إلى مركز الطب الشرعي والوفيات لشغل وظيفة طبيب مختبر التشريح النسيجي، وتقول إنها تجد اختلافا بين عملها السابق والحالي، إلا أن العينات في عملها السابق كانت للأحياء واليوم هي للأموات. وأوضحت أن صميم عملها هو تحليل الأنسجة، حيث يتبين من الوفيات فإن كانت هناك شكوك حول الوفاة بسكتة قلبية تؤخذ عينات من قلب المتوفى للتأكد من ذلك، وفى حالة الشك إن كانت الوفاة ناجمة عن اختناق يتم تحليل الرئة وغير ذلك. وأضافت الخطيب إلى أن تعاملها كطبيبة أنسجة مع الوفيات قليل جدا وفي حالات محدودة، حيث يتم استدعاؤها للكشف على الجثة إذا كانت امرأة حامل مثلا لأخذ عينات من الجنين أو من الرحم، وقالت إنها لم تتعرض لضغوط أسرية لعملها في مجال الطب الشرعي.