أكدت أكاديمية متخصصة في الفنون الجميلة والحرف اليدوية على أهمية توظيف التقنية الحديثة للحفاظ على الحرف التراثية، موضحة أن الفنون الحرفية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنتاج النفعي الجمالي. وأشارت إلى أن التقنيات الرقمية المعاصرة تلعب دورًا هامًا ومؤثرًا في إثراء القيم الجمالية للعديد من المنتجات السياحية، مما يسهم في تنمية التذوق الفني لدى الأفراد. ونتيجة للإسهامات التكنولوجية في هذا المجال، ظهرت تجارب جمالية مستحدثة ومتميزة، يمكن تنفيذها من خلال برامج الحاسب الآلي أو الوسائط التكنولوجية، مما جعل هذه الأدوات مصدرًا لإشباع الرغبة الابتكارية الفنية. أسباب رئيسية أوضحت الدكتورة سلوى أبو العلا، الحاصلة على دكتوراه في الفنون الجميلة، أن هناك أربعة أسباب رئيسية تدفع إلى استخدام التقنيات الرقمية في المنتجات التراثية. أولًا، استطاع بعض الحرفيين استثمار قدرات الآلة في تطوير شكل المنتج، مما ساعد في الحفاظ على المقومات الشكلية والجمالية له، وتواكب مع الفكر الجديد في هذا السياق. ثانيًا، ساهمت التكنولوجيا المتقدمة في استحداث نظم وتقنيات جديدة في صناعة الحرف اليدوية. ثالثًا، أدت ثقافة الرقميات إلى تقبل المستهلكين لهذه الأساليب، مما ساعد على انتشارها على جميع المستويات الفنية. رابعًا، ظهر جيل جديد من الحرفيين يتبنى هذه التقنيات ويستخدمها في عمله. أماكن للحرف كما أكدت أهمية تخصيص أماكن للحرف اليدوية في المناطق الصناعية، حيث يسهم ذلك في زيادة فاعلية عمل الحرفيين لتحقيق التنمية الاقتصادية. ويجب ربط رفع كفاءة الصناعات اليدوية مع احتياجات السوق المحلي والدولي. وأشارت إلى ضرورة التركيز على الحرف اليدوية التراثية لإنتاج منتجات متميزة تحمل هوية عربية وتتميز بكفاءة وجودة عالية، مما يسهم في رفع القدرة التنافسية للمنتج التراثي. وأكدت على أهمية الاستفادة من الخامات المحلية وتوظيفها في المشروعات الصغيرة. تبادل ثقافي أضافت الأكاديمية أن الحرف التراثية تعمل على تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الأفراد على مستوى المجتمع المحلي والعالمي. وأشارت إلى أن الإبداع والابتكار يعتبران من أهم عوامل استدامة هذه الحرف، وأن رعاية مصالح الحرفي في مجال الحرف اليدوية تعزز من كفاءته وفعاليته. كما أكدت على ضرورة نشر النماذج الناجحة من خلال دليل إرشادي للتسويق والتنمية، وتقديم نموذج صناعي آمن بيئيًا. وأشارت إلى أهمية وضع آليات لإنشاء برامج عملية تمكن من النهوض بالحرف من خلال توظيف التقنيات الحديثة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، ودعم القيمة التنافسية للمنتجات المستوحاة من الحرف اليدوية التراثية المستدامة. تنمية الحس الوطني قالت الدكتورة سلوى إن الحرف اليدوية التراثية تعتبر من أهم مقومات زيادة النشاط الاقتصادي الوطني، حيث تعمل على تنمية الحس الوطني من خلال إعادة استخدام المنتجات اليدوية كمتطلب حياتي. وأشارت إلى أن لهذه الحرف تأثيرًا كبيرًا في التنمية الصناعية، حيث يمكن أن تعتمد الصناعات الكبيرة على الحرف اليدوية في تجهيز المواد الأولية وتحويلها من مواد نصف مصنعة إلى مواد كاملة التصنيع. وهذا يشمل الصناعات التي تعتمد على مدخلات منتشرة في العديد من الأماكن، مثل صناعة الخزف والزجاج، ومشغولات الحلي والمعادن، وصناعة وطباعة المنسوجات والتطريز.