انتقد الشيخ صالح بن عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة حصر التفكير في الوظائف على مجالات محددة، مشيراً إلى أنه يجب الحديث عن إيجاد فرص عمل جديدة في جميع المجالات. وطالب كامل خلال مشاركته في منتدى جدة للموارد البشرية 2011 والذي أقيم برعاية معالي وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه بعدم حصر الوظائف بمرتبات ثابتة، مؤكداً أن لابد من التفكير في إيجاد دخل إضافي لدعم رواتب الموظفين المتدنية في القطاعات المختلفة. ودعا كامل خلال حديثه في الجلسة السابعة والأخيرة بعنوان "تطلعات أصحاب الأعمال نحو التغييرات في الموارد البشرية" ظهر الأمس (الاثنين) العوائل السعودية إلى تغيير العادات والتقاليد السلبية التي تؤمن بها أو تطبقها ومن أهمها الإسراف، مؤكداً بأن الشباب السعودي ملزم بعادات اجتماعية منعتهم من العمل في عدد من الوظائف والتي كان يعمل بها أجدادهم قبل 50 عام وضرب مثال بسوق الخضار حيث يبلغ متوسط دخل العامل 10 آلاف ريال شهرياً. وانتقد امتناع السعوديين عن مزاولة أعمالهم لغير السعوديين، وذكر عدة أمثلة حول ذلك، مؤكداً أن الأجداد كانوا يعملون في كل المجالات ودعا لمعالجة موضوع السعودة بعقلانية فضلاً عن البحث عن سبل لتمكين السعودي وأن يكون مطلوباً للعمل على عكس أن يكون مفروضاً عليه، داعياً للبحث في مجال الإبداع والابتكار بدلاً من التقليد ومحاكاة الغير. ودعا كامل إلى تطبيق الزكاة على الأراضي البيضاء حيث أكد أن هذا سيعمل على اختفاء تلك الأراضي داخل المدينة. فيما أكد الشيخ صالح بن علي التركي رئيس مجلس إدارة شركة نسما تأثير العادات والسلوك في تقبل الشباب للوظائف، ودعا إلى فتح المجال للمجتمع كافة للمشاركة في بناءه، وأشار إلى أهمية زيادة دور المرأة في المجتمع، كما انتقد اعتماد الأسر على دخل شخص واحد يقوم بدور إعالة الأسرة كاملة دون المشاركة في ذلك، واستعرض أهمية تعاون جميع الوزارات الأخرى في تفعيل جميع أفراد الأسرة والاستفادة من الإمكانات المعطلة لدى أبناء وبنات المجتمع السعودي. وتحدث التركي عن أهمية زيادة الحوافز في قطاع التشغيل والصيانة للتقليل من اعتماده على العمالة الأجنبية، ودعا إلى نقل تراخيص إصدار الرخص من البلديات إلى وزارة التجارة لتحقيق رقابة أعلى ومتابعتها بشكل دوري. فيما تطرق الأستاذ عبدالمحسن العمران الرئيس التنفيذي لشركة مجلس العائلة إلى أهمية متابعة الدارسين بالخارج ومتابعة أيام المهن في السفارات وتحدث عن تطوير التدريب في جميع القطاعات. أما الأستاذ أيمن جمال رئيس تطوير لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة فاستعرض تجارب شباب الأعمال وتجربة توطين الشركات بدلاً من توطين الأفراد في الشركات أما الدكتور فيصل إبراهيم العقيل مدير تطوير الأعمال بشركة CPC فاستعرض تجربة شركة إعمار في توظيف وتدريب الشباب السعودي والاستفادة من الكوادر الوطنية في تطوير أعمال الشركة في المستقبل. بيئة عمل جاذبة وكانت جلسات المنتدى قد بدأت صباح الأمس (الاثنين) حيث أقيمت الجلسة الرابعة تحت عنوان "بناء بيئة عمل جاذبة ومحافظة على أصحاب الإنتاجية العالية" برئاسة الدكتورة أمل شيرة مديرة إدارة الموارد البشرية بشركة شندلر حيث تحدث خلالها الدكتور أحمد وعرية المدير الإقليمي لشركة تاورز واتسون العالمية حول تطوير بيئة عمل لجذب الكفاءات والمواهب الوطنية واستبقائها تطرق إلى دور القوى العاملة في إضافة قيمة للمؤسسة، مشيراً إلى القوى العاملة تقوم على إدارة المؤسسة وتوجيهها نحو الاستجابة لمتغيرات السوق والابتكار والإبداع وقيادة التغيير وغيرها من الوظائف التي تقود إلى المنتج النهائي للمؤسسة. واستعرض المفهوم العام لانخراط الموظفين موضحاً بأن النظر لعملية انخراط الموظف يتم من خلال الأبعاد الثلاثة أولها المنطقي وهو مدى فهم الموظفين لأدوارهم ومسؤولياتهم والثاني المعنوي مدى حبهم وشغفهم للمؤسسة والعمل لديها والتحفيزي مدى استعدادهم لبذل الجهد والعمل بجد من أجل المؤسسة ومصلحتها، مشيراً إلى أنه عندما تهتم وتحرص المؤسسة على انخراط موظفيها وتحفزهم وتمكنهم في شتى الوظائف فإن ذلك سيقود إلى رفع مستوى الأداء العام ويحسن من النتائج المالية. واستعرض وعرية الأسباب المهمة لانخراط الموظفين حيث أن الشركات والمؤسسات التي تتأكد من انخراط موظفيها وتمكنهم بقوة تمتاز تنافسية أكبر من تلك التي لا تقوم بذلك، مبيناً بأن الأبحاث والدراسات تشير أن عملية انخراط الموظفين تعود بالفائدة على الأداء المالي للشركة أو المؤسسة حيث أدت إلى زيادة بنسبة 5.75 بالمائة في الأرباح التشغيلية وزيادة بنسبة 3.44 بالمائة في مجمل الأرباح الصافية. وأبان بأن الأشخاص المنخرطون يشعرون بالتواصل مع الشركة وأدائها وإدارتها، كما يثقون بوجهة عمل الشركة المستقبلية، حيث يلعب انخراط الموظف دورا هاما في أي بيئة تجارية، ولكنه يأخذ أهمية خاصة في أوقات التغيير السريع، وخاصة بينما تعدل دول مجلس التعاون الخليجي سياساتها للقوى العاملة لإفساح المجال أمام المواهب المستقبلية.