تتربص «أنابيب الصرف الصحي» والنفايات بزوار كورنيش محافظة جدة الاوسط، حيث عملت أيادٍ «خفية» على تمديد تلك الانابيب من تحت رمال الشاطئ لتصب محتواها مباشرة في البحر وتختلط بمياهه. وطالب عدد من المتنزهين بسرعة منع السباحة وممارسة صيد الاسماك، مشيرين إلى أنها ملوثة وتتسبب في تسمم غذائي لمن يتناولها. وذهب الدكتور محمد ناجي كردي (مهتم بيئي ومحاضر بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز) الى ابعد من ذلك، مؤكدا ان المجمعات السكنية والفنادق والمصانع جميعها تلقي بمخلفاتها في البحر، مستشهدا بعدد من البحوث العلمية التي تؤكد تلوث مياه بحر جدة. برقيات ومخاطبات واتفق معه الخبير البيئي استاذ علم البيئة بذات الجامعة الدكتور علي عدنان عشقي، مضيفا أن أمانة محافظة جدة اعترفت في وقت سابق بوجود 600 مصب على الكورنيش، واشار الى أن المخاطبات والبرقيات التي رفعت للأمانة ووزارة المياه -على كثرتها- لم تجد صدى ايجابيا حتى الوقت الحالي، وتضمنت المطالبات سرعة إيقاف صب مياه الصرف الصحي في البحر مباشرة دون معالجتها وتنقيتها من الشوائب التي تتسبب في الإضرار بصحة من يسبح فيها او يتناول الاسماك التي يتم اصطيادها من مياهها. رصد المصبات المخالفة وكشف عضو لجنة رصد المصبات بوكالة الخدمات في أمانة محافظة جدة المهندس كامل باشراحيل عن ضبط 615 مصبا للمياه الجوفية والصرف الصحي في عرض البحر، مشيرا الى أن 330 مصبا منها غير نظامية، وتم إغلاق 284 مصبا ومتبقٍ (46) تم إنذار أصحاب المنشات الخاصة بها. وبين أن اللجنة المكونة من (الامانة، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة، والشركة الوطنية للمياه)، رصدت المصبات غير النظامية على طول شواطئ جدة وعملت على إغلاقها لحماية الشاطئ من التلوث، وأدت هذه الجهود إلى إغلاق عدد كبير منها ومازال العمل قائمًا لغلق البقية، كما تنظم الأمانة فرق مراقبة بيئية لسواحل جدة لمراقبة التعديات المستقبلية وعمل آلية سريعة لإغلاقها. تحديد المشاكل ولفت الى أن «الأمانة» تهدف من خلال الرصد والمراقبة لشواطئ المحافظة، إلى تحديد المشاكل البيئية التي تؤدي إلى تلوث الشاطئ، ومن الملاحظ مؤخرًا تنوع المصادر الملوثة لمياه البحر، وبالرصد المستمر وجدت الأمانة العديد من مخارج التصريف غير النظامية على الشاطئ تمثل مصدرا أساسيا لتلوثه. إجراءات عقابية وقال المتحدث الاعلامي بالرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن هناك مصبات غير قانونية وغير نظامية على شاطئ جدة، والرئاسة تطبق ما ينص عليه النظام العام للبيئة في المملكة، لافتا الى أن هناك حزمة عقوبات رادعة تتضمن إغلاق المنشأة المخالفة بالكامل في حال تكرار المخالفة. واشار الى ان التنسيق جار مع مختلف الامانات في المملكة لمكافحة ظاهرة التجريف والردم والبناء في المناطق الساحلية من خلال عمل اللجنة الرباعية القائمة بهذا الشأن. وبين أن هناك العديد من المصبات التي تم رصدها في الكورنيش وبعضها يسكب مياها جوفية، الا أنها ربما تكون مختلطة مع مياه الصرف التي تحمل روائح كريهة. فساد أخلاقي عن هذه القضية تحدث للصحيفة عدد من المواطنين منهم محمد محفوظ حسين، حسين قادري، وفهد محمد، مشيرين إلى أن هذه الممارسات التي تتم في الخفاء تدل على أن هناك «فسادا أخلاقيا» -حسب وصفهم- لاسيما أن مياه البحر وخصوصا بالقرب من الشاطئ أصبحت ذات لون «غامق» يميل الى السواد بسبب تلك المخلفات التي تنبعث منها روائح كريهة، وطالبوا الجهات المختصة بمنع المتنزهين من ممارسة هوايتي السباحة وصيد الأسماك في هذه المياه الملوثة. وشددوا على ضرورة التحقيق في هذا الامر ومنع النزول إلى الموقع التي تتمدد تحت رمالها أنابيب الصرف مباشرة الى مياه البحر. وأشاروا إلى النفايات المتكدسة التي لا تجد من يرفعها في كورنيش جدة الاوسط رغم كثافة أعداد المتنزهين به، وقالوا أن الروائح أصبحت لا تطاق بسبب سكب مياه الصرف الصحي في الكورنيش، ومن الضروري تكثيف أعمال النظافة وزيادة عدد العمال في هذا الموقع. المصدر : المدينة