..الكثير من أبناء بعض المدن في بلادنا يغبطون ولا أقول يحسدون أهل جدة على الكورنيش الممتد شمالا وجنوباً على ساحل البحر الأحمر، في الوقت الذي أصبح فيه الكورنيش من بضع سنين كارثة تهدد الصحة العامة لسكان جدة لما في الكورنيش من طحالب تلوث مياه البحر، بالإضافة إلى ما تبقى من مصبات الصرف الصحي، وهو ما تؤكده «عكاظ» فيما نشرته يوم السبت 5/5/1432ه وقد جاء فيه: «يشكو مرتادو كورنيش جدة من انتشار الطحالب على ضفاف الشاطئ، بينما تعكر الهواء الروائح الكريهة المنبعثة من البحر بسبب ما تبقى من مصبات الصرف الصحي التي تصب في رحم البحر. فكان أن تسببت البيئة البحرية الملوثة في تكوين بيئة بحرية طاردة للسكان، إضافة لمباغتة الفئران لرواد الكورنيش، فضلا عن تسيب العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل الذين يمارسون ما توافر لهم من عمل عشوائي في الهواء الطلق. الزوار والأهالي لم يكتفوا بالإشارة إلى ما يعانيه الكورنيش من تلوث بيئي، حتى امتدت ملاحظاتهم إلى التلوث البصري جراء الكتابات الخادشة للحياء على الجدران القريبة من أماكن جلوسهم، لافتين إلى تدني مستوى النظافة في وسط الكورنيش بشكل أجبرهم على مغادرة مكان جلوسهم». ويؤيد هذا الذي يشكو منه مرتادو الكورنيش الإعلان الذي أطلقه أستاذ علم البيئة في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي ونشرته «عكاظ» يوم السبت 5/5/1432ه وقد جاء فيه «حذر الدكتور عشقي من الاقتراب من الطحالب التي تتواجد على شاطئ البحر الأحمر والتي توازي 100 ضعف التلوث الموجود في العالم. وأن الطحالب مؤشر على أن البحر ملوث بمياه الصرف، وأضاف : هناك أنواع من هذه الطحالب تسمى (ثنائية الأصوات) تحمل مواد سامة تشل الجهاز العصبي فاحذروا الاقتراب من الشاطئ». وطالب عشقي بحماية البحر الأحمر من مياه الصرف الصحي قائلا «شواطئ البحر ملوثة وتلوثها يوازي 100 ضعف التلوث الموجود في العالم بناء على الأبحاث العلمية، والأسماك عندما تتغذى على هذه الطحالب تكون سامة خطرة على حياة الإنسان. وأن هذه الطحالب تفرز مواد سامة وقاتلة». صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة كشف ل«عكاظ» فيما نشرته يوم الأربعاء 9/5/1432ه عن وجود «خطة متكاملة لمعالجة العديد من أوجه المشكلات البيئية في المملكة بالتنسيق مع أمانات المدن والبلديات من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات، تهدف إلى رصد كل أوجه المشكلات البيئية ومعالجتها بالطرق الجذرية التي تحافظ على سلامة البيئة من كافة أشكال التلوث البيئي». هذا وقد طالب سكان جدة بضرورة اتخاذ إجراء حاسم ضد الذين يتعمدون تلويث الكورنيش بما يقذفونه من مخلفات، إذ تقول «عكاظ» فيما نشرته بعدد الأربعاء 9/5/1432ه «طالب أهالي محافظة جدة بفرض نظام الغرامة المالية على من يرمي المخلفات بشكل عشوائي وتطبيقها بشكل صارم، يأتي ذلك إثر تلوث مناطق التنزه على ساحل المحافظة وعدد من الأماكن العامة ما أدى إلى بيئة غير حضارية تسببت في تهجير العديد من زائري البحر وتشويه صورة عروس البحر الأحمر. ودعا الأهالي أمانة جدة إلى تكثيف سلال المهملات، وإيجاد دورات المياه، وتوسيع مواقف المركبات، ومعالجة الأرصفة المتهدمة، وتكثيف الحملات الدعائية، وتفعيل الرقابة من قبل البلديات والجهات الرقابية المسؤولة عن الشاطئ والاستعانة بالشباب المؤهلين في تطبيق الغرامات المالية بشكل موسمي بهدف الحد من التلوث الذي يشهده ساحل المحافظة». ترى هل ننتظر يوماً يستعيد فيه الكورنيش عافيته بالخلو من التلوث؟ فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة