نكأ حادث غرق الفتاة فاطمة الصعب قبالة شاطئ النورس في كورنيش جدة جرح العروس مع الصرف الصحي، وهذه المرة في بحرها الذي يعد عشاقه بالملايين، ولا عزاء لهم سوى صوت أمواجه الحزينة التي اختلطت بمياه الصرف الصحي، وفق ما أشارت إليه تقارير رسمية لعدة جهات ذات علاقة، وآخرها تقرير أمانة جدة الذي نوه بوجود 600 مصب نظامي وغير نظامي تصب في الكورنيش. وكشفت الجولة عن مفاجاة تتمثل في أن العدد الأكبر من هذه المصبات يقع تحت سطح البحر بشكل مخفي لا ينظر للعيان ولا تستطيع الأمانة كشفه سوى عن طريق غواصين يقومون برصد تلك المواقع ورفعها إلى تفاصيل الجولة. ورصدت الجولة مصبات نبهت إليها الأمانة لإغلاقها وجرى رصدها بالعدسة، بينما لا تزال مصبات أخرى تلقي بما يحمله جوفها إلى البحر، وهو ما كشفه حادث غرق فاطمة بعد أن ظهر للغواصين مصب ضخم يلقي كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي في الموقع، ما يفسر التهم التي ألقيت على المصب بكونه وراء حادث الغرق وإعاقة جهود البحث عن جثتها بسبب تلوث المياه بما يقذفه هذا المصب. ويتسق ذلك مع تحذير مختصون في علوم البحار من التلوث الكبير الواقع في ما يعرف ببحيرة النورس، والذي اعتبرها المختصون الأكثر تلوثا، ما تسبب في نشوء ظاهرة (الموت الأحمر) حيث الطحالب القاتلة التي تتكون بسبب التلوث وتسبب الشلل وتغتال الأسماك الصغيرة. أخطر المواقع ويؤكد الأستاذ بكلية علوم البحار الدكتور علي عشقي أن كورنيش جدة يحتاج إلى جهود كبيرة حتى تعود له عافيته. ويضيف أنه شارك في أبحاث عديدة لرصد التلوث البحري، مشيرا إلى أن أخطر المواقع الملوثة تقع أمام ميدان النورس، حيث يوجد أنبوب ضخم يفرغ محتوياته في البحر، وتشكل ظاهرة المد الأحمر أخطر أنواع التلوث.