بقلم/أمل بنت سالم . احرص على اللحظة فهي جزء من العمر ؛ ولاتخدعك دنياك فتحرص على لينها ورخائها فإنها لن تتمسك بك إذا حل أجلك .. ستدعك تحت الأرض تواجه ماجمعته فيها .. وقت جمع ثروتك لازال متاحا فاقرأ وأنصت لما يزيد حب الله في قلبك .. لما يجعلك بالعبادة فرحا وبالتزود منها مسرورا تطيل صلاتك .. وتأنس بالحديث مع حبيب قلبك ومالك روحك .. لاتستكثر النوافل ولا تسكن ببالك فكرة أنك بمداومة تذكرك له في كل شأنك أن هذا هضم لحقك في الحياة واستمتاعك بها . سيظل الشيطان مخفيا سوأته وقبح بضاعته وخطر الاستجابة له بالمغريات ولحن القول وزخرفه (( لأزينن لهم )) (( لأغوينهم )) لقد أقسم على ذلك .. وتحدى صبرك ويقظة فكرك وقلبك .. تحدى صمود ذكائك أمام جنوده الذين سيرسلهم لتزيين الباطل وسيقف معهم هواك وهنا أنت لست مظلوما ولا متروكا لهم إن حكمت عقلك وأنصت لكلام ربك .. لقد أوضح لك خططهم وحذرك من مكرهم وملأ كتابه بسبل فوزك ونجاتك وسعادتك وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليستبين لك طريق الفوز أكثر .. ليعلمك بقوله وعمله كيف تنجو .. كيف تسمو روحا وعقلا .. قولا وعملا .. نعم .. والله .. إن الأمر واضح تماما فإن اعترض معترض قلنا له .. كم هو نصيب القرآن وتعلم شرع الله من ساعات يومك ؟ كم هو حرصك على تجميل قلبك وبدنك بكونك مسلما لاتنسى أبدا العزة بدينك .. وأنه الدين الحق الذي لايرضى الله غيره ؟ كم هي الأوقات التي تقضيها في تعلم مراد الله منك والصبر على العمل به حتى تخالط حلاوته بشاشة قلبك ؟ الإسلام أغلى عطية رزقك الله إياها بها نضارة الوجه وطهر القلب وحدة العقل وقوة البدن .. الله الجميل الذي يحب أن تكون جميلا وهبك وأغدق عليك من مقومات الجمال مايفوق الخيال فهيا إن كنت حازما وبادر للفرح في الدنيا قبل الآخرة سارع واجعل تنافسك فقط في الدرب الأثمن. (( وسارعوا إلى جنة )) (( والسابقون السابقون أولئك المقربون )) وهنا أقف معك لننطلق معا بقلوب ترجو تغييرا نحو العلا لا نحو فناء ودنيا غرور (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )).