كثيراً مايتردد على مسامعنا(توارد الخواطر) وفي المجال الأدبي تعني ان يتوافق شخصين أو أكثر في النص سواءً كان شعراً كالقصايد والطرق من الموروث 0و كان نثراً كالقصة 0و الرواية. الخ ويستثنى من ذلك ماكان متوحد المصدر ومن توارد الخواطر قول طرفة وقوفاً بها صحبي كأن مطيهم يقولون لاتهلك اسىً وتجلد بينما يقول امرؤ القيس وقوفاً بها صحبي كأن مطيهم يقولون لاتهلك اسىً وتجملي توافق عجيب لا أدري أن تعرض أحد المختصين في الشعر الجاهلي لهذه الظاهرة بمبحث نقدي أو ماشابهة أم لا.. وفي مجال الرواية* أوردالبرازيلي* باولو كويلو صاحب رائعة (الخيمائي) من خلال روايته تلك الرؤيا التي رآها ذلك الفتى الأسباني من أن هناك كنز مدفون في مكان كذا وكذا ووصف الأهرام في مصر فلما سافر لمصر وقص رؤياه على أحد المصريين 0جابه إنها مجرد رؤيا وإنه( أي المصري )قد رأى أن هناك كنز مدفون في قرية كذا وكذا ووصف القرية التي كان الفتى يرعى فيها بماشيته فلما عاد الفتى وجد الكنز. وبالطبع فقد* تخلل الرواية سرد جميل ومغامرات لبطل الرواية ليست محور حديثنا يقابل تلك الرواية مايتناقله كبار السن في احدى ضواحي مدينة أبها عن شاب قروي من احدى الأسر الفقيرة في القديم رأي في المنام قائل يقول له إذهب لباب صنعا فإن رزقك هناك عبارةً عن كنز مدفون في مكان كذا وكذا. فسافر إلى أن وصل لباب صنعا وهناك التقى برجل عجوز فسأله مالذي أتى بك فقص عليه الرؤيا بعد أن أخذ عليه المواثيق فأجابه العجوز بقوله يابني عد لأهلك فإنها مجرد رؤيا قد رأيتُ مثلها وأن هناك كنز تحت شجرة العرعر في مكان كذا وكذا ووصف قرية الفتى الأبهاوي. وهذه الرواية أياً كانت الا إنها موجوده وسمعتها كغيري والتي* ينتفي معها أن تكون مقتبسة من رواية الخيميائي كما إستبعد أن تكون نقلت إحداها من الأخرى لبعد المكان ولعدم إمكانية توافق الموروث الثقافي بين القارتين على الأقل في تلك الفترة. ليترجح بذلك نظرية توارد الخواطر وإستمراراً لهذه الظاهره وفي مجال الشعر الشعبي المعاصر نجد*الشاعر عبداللطيف البناي يقول كل مادقيت في أرضٍ وتد *** من رداة الحظ وافتني حصاة ونقرأ لسعد بن جدلان رحمه الله قوله. كم تعبنا نحسب الجهد يثمر ومخلوف وكلما اغرزها على قوز ينطحها صفاه لنتفاجأ* بتوافق الشاعرين من حيث توظيف الفكرة مع استبعاد أن يكون أحدهما قد أخذها من الآخر وربما لايعلم الأخير بأسبقية الأول منهما وكما أن تلك الظاهرة والمثبتة بما نقرأه نجد هناك نفس الأمر في كثير من الموروثات التي تزخر بها الجزيرة العربيه ففي الموررث الجنوبي يتناقل* المهتمين الكثير من القصائد. او بالتحديد(لون الدمة)التي* تظهر توارد خواطر بعض الشعراء حيث يقول أمحمد بن علي العامري الذي عاش في تهامة مربة بني مغيد في لون الدمة خلت ذالمغدي بكر من عقب ليله وارعدن لجبال من هزان سيله يوم ربانه يحوش أهرب امرعيان من روس النوايف وانجفى عقل الذي ريه بعينه بينما يقول الشاعر صالح بن خديش اليزيدي الذي عاش في شعف ال يزيد جنوب شرق مدينة أبها خلت ذا البارق ورا نصوبه ثقيله ترتعد لجبال من هزان سيله وانجفى عقل الذي ريه بعينه وفي إحدى ضواحي محافظة محايل عسير يقول الشاعر محمد القرمادي خلت يوم هل والبارق نخيله ترتعد لجبال من هزان سيله فيه زكام الرعود وانجفى عقل الذي ريه بعينه فمع توافق الشعراء الثلاثة في كثير من الالفاظ إلا إنه يستبعد ايضاً أن يكون أحدهم أخذها من الآخر كون الشعراء الثلاثة رحمهم الله عاشوا في فترة يصعب التواصل بينهم على تلك المسافات التي تفصل بين سكناهم. لتترجح نظرية توارد الخواطر وهناك الكثير من الأمثلة التي أصبح حدوثها في الوقت الراهن مع توفر وسائل التواصل* تهمة تلزم صاحبها بالتنازل عن النص أو إيجاد المبرر المقنع أمام المتلقي. وتهيء أمام الباحث مادة دسمة لإقتفاء أثر هذه الظاهرة