أول ما يتبادر إلى الذهن أن الأشخاص الأغنياء أرباب الأموال كلهم يتنعمون بالرفاهية وترف من العيش. وقد اقتصر فكر الناس في معنى الغنى فحصروه في صاحب المال ، ولو فتح الناس أذهانهم لوجدوا أن الغنى ليس في المال فقط بل هناك غنى خاص ، غنى ليس عند الجميع ولا يعرفه الجميع! ويتمثل فيما يلي: أولاً: الغنى بالله : وهو أعظم غنى فالغنى بالله وحده عن كل مخلوق، وشأنه عظيم. ومن وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد ؛ غناك بالله هو سعادتك وراحتك متى استغنيت بالله فأنت مطمئن القلب وحياتك حياة طيبة. ثانياً: غنى النفس: والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :" وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" فالقناعة غنى ورضا وسعادة وراحة بال، ليس من الضروري أن يكون ما عند الناس عندك وما لديهم يكون لديك ؛ فالله قسم الأرزاق فأحمد واشكر وعش بقناعة وهذب نفسك على ذلك: غنيت بلا مال عن الناس كلهم وإن الغنى العالي عن الشيء لابه ثالثاً: غنى الأخلاق : ما أجمل غنى الأخلاق! كثر في هذا الوقت فقر الخلق الحسن* فالناس لم تعد تهتم بالخلق* الحسن كثيراً وأصبح همها إرضاء الذات فتراهم يتبجحون في الحديث ويفجرون في الخصومة ويتطاولون في الملاسنة ولا يقدرون جميلاً ولا يكرمون ضيفاً ولا يحسنون لجار ولا يوقرون كبيراً ولا يعطفون على صغير ، ويتكبرون ويتعالون وكأنهم بلغوا الجبال طولا. إن من يمتلك الخلق الرفيع والأفعال النبيلة والكلام الطيب والإبتسامة الصادقة فهو الغني غنى حقيقي. وللغنى الحقيقي أوجه* كثيرة وليست محصورة في مال وكثرة عرض! ومن تلك الأوجه: قدراتك الذاتية فهي غنى حقيقي ، وتميزك ومواهبك فهو غنى حقيقي، وجمالك الروحي أيضاً غنى حقيقي، وتعاملك الجميل والراقي فهو الغنى الحقيقي والباقي. إشراقة : لربما تكون فقير بلا مال فلا تزد فقرك فقراً وذلك بعدم قناعتك بما أتاك ربك.