منذ أن دخلت علينا (منظمة) تكديس اللاعبين المتميزين وركلها إجباريا على دكات الاحتياط.. وأعقبها إدخال اللاعب السعودي في مربع (طاولة الرهانات المادية) ورفع معدل صفقاته نحو دوائر الأرقام الصعبة..!! ومنذ أن.. فرض المهرولون علينا إصدار الصحف الرياضية التجارية وإخضاعها لخدمة التصريحات الخاصة والقضايا المتجاوزة عبر ترويض البسطاء من المدعين للكلمة النزيهة والمسؤولة والصادقة وتوجيههم لاحتراف الشتم والقذف المؤسف والخطير..!! ومنذ أن.. منحوا للمنتفخين فرصة التلاعب بأنظمة الجمعيات العمومية في الأندية وجعلها سوقاً منفلتاً للبيع والمزايدات في أصواتها..!! ومنذ أن اتجهت أطروحاتنا الرياضية الإعلامية نحو التصنيفات وتصفية الحسابات وتكريس الانتماءات الكروية للأندية.. حتى أضحت ركاباً يعلوه كل المغامرين وجعلها سبيلاً مفتوحاً للوصول إلى أهداف وغايات خالية من النبل والوعي والاتزان..! ومنذ أن.. أشرعنا للهرطقات الإعلامية التلفزيونية عبر الإستديوهات التحليلية والبرامج المفتوحة المساحة الكبرى للجدل والصدامات والتهريج والصراعات جلها إن لم يكن جميعها يتجه لهدم المنظومة الرياضية من خلال الوقوف على أدق الأشياء وتعريتها بالنقد الناقم وغير المسؤول، الأمر الذي جيش المدرجات بوابل من الغضب والعويل والاختناقات وإحداث ردود الأفعال على أنديتها عند آية هزة أو خسارة عابرة!! ومنذ أن منحنا لأنصاف وربما أرباع اللاعبين من المحترفين الأجانب فرصة الدخول لملاعبنا والقبض على مراكز مواهبنا الواعدة وحرمانها من خوض التجارب والاحتكاك.. والتي أفضت في النهاية إلى أحداث فراغ وعجز لجاهزية نجم لامع في صناعة الأهداف وقلوب الدفاع والمحاور وكذلك الخطوط الأمامية وتوظيفها مستقبلا عبر منظومة منتخباتنا الوطنية. ومنذ أن أغفلنا ضرورة الاستمرار والديمومة في تنفيذ المنشآت الرياضية عبر مدننا ومحافظاتنا الصغيرة منها والكبيرة وجعلها من أهم المشاريع التنموية والحضارية جاءتنا (موضة) الملاعب التجارية الخاصة والتي قدمها لنا المستثمرون لأبنائنا بغرض الربح والتسلية، فغابت النجوم الحالمة من فضاء الإبداع داخل واحات أنديتنا الرسمية. أزعم بأن تراكمات (النكسة الخضراء) لم تزل حاضرة وحبلى بالمزيد من التداعيات وطرح الكثير من الرؤى والمكاشفات. ولكننا في كل الأحوال متفائلون برسم التطلعات الباهية لكرتنا السعودية حينما نشبعها دراسة وتخطيطا ومراجعات والوقوف طويلا عند اتخاذ المهم من القرارات حتى لا يطولها شيء من الأخطاء والسلبيات. فالحكاية لم تعد محصورة في كشف النقاب عن مدرب أو مدير كرة كما يحلو أن يروج له (الآن) بعض (الحكاواتية) إنما الحكاية هي الاستفادة من عمل (الكبار في الأجهزة الرياضية للدول العظيمة) في البناء والتخطيط والتطوير والتنفيذ وانتشال كل ما هدمه زمن الانفلات والعواطف.. فالعمل طويل وجبار ولا يخضع للاجتهادات أو لغة الانتماءات !!!