بالتأكيد وقائع الأحداث ومخرجات النتائج المبهجة منها والتعيسة لأنديتنا تحتاج الى وقفات ومراجعات على كافة الأصعدة الإدارية والفنية. وبسقوط انديتنا الذريع عبر المشوار الآسيوي للابطال والذي يعد من اهم الشواهد الحاضرة لتراجع كرتنا وهبوطها التدريجي نحو المواقع التي لا تليق وحجم الاهتمام الضخم والمتعاظم من لدن القيادات الرياضية في بلادنا ويكفينا رد فعل على ذلك ما خيم على الشارع الرياضي من الم وحزن حمل الكثير من الغضب والحيرة والتساؤلات. فالفريق النصراوي الذي ظل يخفق كثيرا في استحقاقاته الداخلية كان مؤهلا بأن يعوض انكساراته عبر مشواره الآسيوي ويكسب رضا جماهيره الصابرة على تراجع نتائجه وانتكاساته ولكنه لم يستثمر الفرصة وواصل على نفس النهج بخروجه المؤلم من امام ذوب آهان الإيراني بخسارة ساحقة ودع على اثرها مسرح البطولة وقدم مستوى هابطا خصوصا دفاعاته المرتبكة والتي زادت من جراحه جراحات. وبالمقابل فعل الشبابيون نفس الامر وهم يودعون البطولة بخسارة هدف امام السد القطري اودى بهم مبكرا خارج حلبة سباق البطولة. ومضى الهلاليون على نهج النصر والشباب بخسارة مواجهتهم للاتحاد والتي جاءت بفعل تأثر الفريق ببقايا افراحه لتحقيقه البطولة الأخيرة مما جعل تلك الافراح تتسبب في اغتيال حلم استكمال المشوار الآسيوي ليبقى الفريق الاتحادي وحيدا وحامل لواء الكرة السعودية نحو دور الربع النهائي. وفي اعتقادي ان السياسة الادارية التي تنفرد بها انديتنا السعودية هي وحدها من يتحمل اوزار هذا الضعف والمستويات المتدنية والتي تسبقها دائما تصريحات ساخنة وغير محسوبة تدخل الغرور والمكابرة في نفوس اللاعبين وتهمش من امكانيات وقدرات الأندية الآسيوية الأمر الذي انعكس سلبا على معطيات اللاعبين داخل المستطيل الاخضر. ويظل هاجس التراجع الخطير لكرتنا واحدا من اهم المشكلات التي تتكرر في كل مناسبة خارجية وتزداد بؤسا واختراقا خصوصا عبر مشاركاتنا امام الاندية الآسيوية والتي تسعى -ابدا- الى المضي نحو فضاءات التطور ومجاراة غيرها من الاندية اللامعة في القارات الاخرى ويتم ذلك بالتخطيط والدراسات والعمل على تأهيل كوادرها الإدارية (بالذات) على اعتبار انها وحدها من يصنع نجاحات بقية المنظومة من اجهزة فنية واختيارات مقنعة وعاقلة وتوظيف ما يمكن من عناصرها الموهوبة من اللاعبين القادرين على استيعاب الخطط وتحمل المسؤوليات داخل الميدان والذي يعد هو المحك لاي عمل اداري في كل الأندية. بينما نحن نمارس ادوارنا باسلوب بطيء ومستهلك وبالٍ ونجعل رؤوس المدربين اول الضحايا عند السقوط والهزائم.ونظل نمارس ادوارنا المكشوفة في تقريب العناصر الاشرافية على كرة القدم من خلال الأسماء الجوفاء التي لا تتجاوز اعمالها في العادة انهاء الحجوزات وتخليص المعاملات والمراسلات اضف الى كل هذا الانفراد بالرأي والقرار في اختيار اعضاء مجلس الادارات والمدربين واللاعبين ومن كل ما تقدم فاننا سنبقى (خارج الاقواس) وغيرنا من الاندية الآسيوية والشرقية منها على وجه التحديد تلامس الابهار والحضور والنجاحات في كل المناسبات وتحرز العديد من البطولات. ان التراجع الذي اصاب انديتنا عن مقارعة الاندية الآسيوية يحتاج -بحق- الى الكثير من الوقفة والعمل السريع وتصحيح ما يمكن من اخطاء وتجاوزات واستحضار ما تبقى لنا من آمال وتطلعات ونتجاوز حكاية (اقوى دوري عربي) والتي اطاحت بنا كثيرا واتاحت الفرصة لبعض المنظرين في اعلام الجوار في ممارسة الهدم ونشر الاشاعات وتضخيم القضايا العابرة وتوسيع دائرتها بشكل مخيف ومخجل. واخيرا نشكر البطولة الآسيوية التي ايقظتنا من غفوتنا وجعلتنا نؤمن بانحدار كرتنا وتراجعها في السنوات الاخيرة.