ما من شك ، أن الأخطاء الفادحة في تفسير المتشددين من التيار السلفي للعديد من الآيات والأحاديث كان لها أثر سلبي كبير ، وأعني الأخطاء التي أصّلت للفكر التكفيري ، حتى رأينا من يقتل الناس ويقتل نفسه بغير حق ويكفر الحكام . ورأينا من ظل يغذي عقول \" الإرهابيين \" بفهمه الخاطئ للدين القويم يكفر المسلمين ويهدر دمائهم . ولحسن حظ الشعوب العربية فقد حوصر هذا الفكر المنحرف ومنابعه بسبب آثاره السلبية التي تطال الأمن على مستوى الدول . أما خرافات الجن والسحر والشعوذة فما تزال تعث فسادا لعدة أسباب منها جهل العامة . ومنها فهم البعض الخاطئ للنصوص الدينية . ومنها الأرباح الطائلة التي يجنيها المشتغلون بخرافات الجن والسحر . ولأن العامة لا يقتنعون إلا بما يراه \" مشائخ \" الدين فأن مما يؤسف له أنه لا يوجد حتى الآن فكر علمي مبني على منهج من الفهم الصحيح للدين يستطيع إزالة ما ترسخ في الأذهان من الخرافات الشائعة سوى بعض الاجتهادات الفردية لبعض علماء الدين والمثقفين الإسلاميين . وقبل ما يقارب الأسبوعين من اليوم التاسع عشر من يناير 2011 م. عثرت بمحض الصدفة على قناة فضائية ، ولاحظت أن الأشخاص المتحدثون في أحد برامجها تبدو عليهم هيئة \" المشيخة \" الإسلامية ولم أكن أعرف شيئا عن \" الجماعة الأحمدية \" الإسلامية ولم اسمع عنها من قبل بهذا الاسم . وكان أولئك \" الشيوخ \" يتحدثون ويردون على مداخلات المتصلين حول ما أسموه بالسلفية التقليدية والعديد من التفسيرات الخاطئة والخرافات . فقررت متابعة بعض برامج هذه القناة ( حتى أفهم السالفة !) . كانت الحلقة التي شاهدتها تتحدث عن \" آية البراء \" وكانت التالية \" لمشاهدتي \" تتحدث عن الجن . وكم دهشت ، وكم عجبت لتفسير أولئك الشيوخ الأفاضل الأقرب إلى الواقعية والعقلانية والمنهجية العلمية .. ولكن ، وبشيء من التركيز بدأت تتكشف لي بعض الأمور ، فقد بدأ عليهم الارتباك حول المفهوم الصحيح ، من وجهة نظرهم ، لماهية الجن في المصطلح المتعارف عليه ، فظلوا فقط يفسرون لغويا كلمة جن الواردة في النصوص من الآيات والأحاديث النبوية على أنها تعني كل شيء خفي وبالتالي فأن الجن هم الخاصة من البشر ولم يأتوا بشيء مقنع لماهية ما يقولون أنهم لا ينكرونه . وأخذت أصغي بشكل أكثر ، فإذا بهؤلاء الشيوخ ذوي الثقافة الواسعة ، كما يبدو ، يتحدثون عن إمام الأحمدية \" المسيح الموعود \" وأن من لم يقرأ كتبه من الأحمديين إيمانه ناقص فكيف بمن لم يؤمن به من المسلمين ، وهو النبي المبعوث للناس كافة فقد نزل عليه الوحي من الله تعالى باللغة العربية ! .. يقولون ذلك في الوقت الذي لا ينكرون قول الله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء ، ولا قوله صلى الله عليه وسلم \" لا نبي بعدي \" . ولكن وبخرافة أشد يحاولون إقناع الآخرين بظهور المسيح والآيات التي تدل على ذلك وقد جعلوا له منذُ أول القرن التاسع عشر خمسة خلفاء على غرار الخلفاء الراشدين الأربعة !. خلاصة القول : بعد أن كدت أقول : \" وجدتها .. وجدتها !\" لم تدم متابعتي لفكر هؤلاء طويلا فسرعان ما اكتشفت ، أنني أمام \" القاديانية \" التي درسنا في مقررات التوحيد في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة بعض مبادئها المنحرفة . فهاهم يؤصلون لخرافات أشد من تلك التي يظهرون بمظهر \" الفلتر \" لما علق بالفكر الإسلامي من شوائب خلف مقدمات من التفسيرات التي تبدو للوهلة الأولى منطقية . والحق أنه لن ينقي الإسلام من مظاهر البدع والخرافات التي لحقت به على أيدي المتعصبين للمذاهب والأشخاص إلا المتحررون من قيود التبعية وقدسية الأشخاص والأفكار الخاصة وفق منهج علمي ومتوازن بين نتاج إعمال العقل والمعنى المتفق مع العقل ... ttp://www.elaphblog.com/almustaql