الحر الشديد الذي يصاحب فصل الصيف، يكون بيئة مثالية لانتشار العديد من الأمراض التي تمثل خطورة على صحة الإنسان، ويكون لها عدة أسباب، خاصة في المنطقة العربية، مثل ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، ومعدلات الرطوبة المرتفعة، بالإضافة إلى نشاط البكتريا والجراثيم في هذه البيئة، وكذلك انتشار الحشرات، إلى جانب عادات وسلوكيات خاطئة منتشرة بشكل كبير مثل التعرض المستمر لتيار المكيفات والمراوح مع معدلات رطوبة مرتفعة، بالاضافة إلى اختلاف الطقس في حالة التنقل من بلد إلى آخر، ليحدث ما يسمي بالاجهاد الحراري، ولا يمكن حصر الأمراض المنتشرة في الصيف، ولكن يمكن إجمالها في ثلاث أنواع رئيسية. أمراض تنفسية تتمثل أهم أسباب الاأمراض التنفسية كما يؤكد الدكتور أحمد محمود اختصاصي الجهاز التنفسي والباطنة، في الانتقال من الجو البارد للساخن والعكس، ويضيف أن التهابات الصدر والحساسية والربو تزيد مع ارتفاع درجة حرارة الجو وزيادة الرطوبة، وتمثل هذه الحالات خطورة انها تكون مفاجئة وتتكرر أثناء الليل، ويحدث بها ضيق بالقصبة الهوائية، بدرجة تجعل التنفس صعب، وعلاج هذه الحالات يحدده محمود في أن يغير الانسان من عاداته الخاطئة في فصل الصيف مثل ارتداء الملابس الخفيفة و التعرض لفترات طويلة لهواء المكيفات والمرواح ما يؤدي للاصابة بالكثير من الأمراض التي لها علاقة بالتنفس. أمراض باطنية وهي أمراض متعلقة بنوع الغذاء بشكل كبير وأخطرها النزلات المعوية، وخاصة للأطفال، حيث تؤكد الاحصائيات الطبية أن النزلات المعوية الحادة تتسبب في 50% من وفيات الأطفال خلال عامهم الاول، وخطورتها تتمثل في أعراضها من "قيء وإسهال"، والتي تعرض الجسم للجفاف ونقص السيولة به، وتنشأ النزلات كما يؤكد محمود نتيجة الجراثيم التي تنشط مع البكتريا مع ارتفاع درجة حرارة الجو في الصيف، ما يعرض المواد الغذائية للفساد بطريقة أسرع في ظل انتشار حشرات الصيف، ويحدد طرق الوقاية بالتاكد من غسل الفاكهة والخضروات جيدا قبل تناولها، واعداد الطعام لكل وجبة على حدة، وتناولها فور طهيها، والحرص على نظافة المياه وخزانتها واستخدام فلاتر المياه كلما أمكن ذلك، وتناول العصائر الطازجة أمراض جلدية وتعود أسبابها إلى التعرض إلى أشعة الشمس ذات الحرارة المرتفعة، والتي قد تودي إلى حروق من الدرجة الثانية، وهناك مشكلات اخرى مثل الحكة، التي تحدث عند التعرض لأشعة الشمس الحارة، خاصة مع وجود آثار لعطور أو ماكياج أو منظفات على الجلد، أيضا ظهور الطفح الجلدي والإصابة بالأمراض الفطرية التي تنتقل عن طريق المسابح العامة أو بسبب التعرق الشديد، وأهم طرق الوقاية هو عدم التعرض للشمس في الوقت من الساعة ال10 صباحا وحتى ال4 عصرا، وعدم ارتداء الاحذية المغلقة التي تؤدي لظهور فطريات بالقدم . مشاكل صحية عدة مشكلات أخرى مرتبطة بفصل الصيف بشكل كبير مثل نزيف الأنف المعروف ب(الرعاف) أحد أكثر أمراض الصيف التي تصيب الإنسان انتشارا، خاصة لدي الاطفال، ويحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فتتمدد الشعيرات الدموية الموجودة بالأنف، ما يجعلها عرضة للتمزق وحدوث النزيف، ويزيد حال وجود التهاب الجيوب الأنفية أو ضعف الشعيرات الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بأمراض القلب أو وجود سيولة بالدم. هناك مرض آخر مرتبط بالصيف، وهو ضربات الشمس، لكنه غير منتشر بشكل كبير لارتباطه بالوجود في الشمس فترات طويلة، ويفشل العرق في تبريد جسم الانسان بسبب توقف مراكز التنظيم الحرارة بالمخ مؤقتا لترتفع درجة حرارة الجسم، ما يستوجب معالجة المصاب بسرعة او يتعرض للوفاة، وأهم وسائل الوقاية هو تجنب التعرض للشمس فترات طويلة بشكل مباشر خاصة أوقات الظهيرة، وشرب كميات كافية من المياه والسوائل. ويجب الحرص في التعامل بعض الأمراض المزمنة في الصيف كما يوضح الدكتور أحمد محمود قائلا: مرض السكري يحتاج إلى عناية شديدة في فصل الصيف، ويجب على أصحاب هذا المرض المدوامة على شرب السوائل وعدم المشي حافيا على الشواطىء، وحفظ جرعات الأنسولين في مكان بارد.