حذر الأطباء المختصون من أمراض فصل الصيف الشائعة والعديدة المنتشرة، خصوصا في المناطق الحارة والتي من أهمها التسمم الغذائي وإسهال السفر والأمراض الفيروسية والميكروبية والتهابات العيون، بالإضافة إلى اضطرابات النوم نتيجة اختلاف الساعة البيولوجية عند الإنسان. كما يشتهر فصل الصيف بأنواع العدوى المختلفة التي تصيب الأطفال بشكل خاص والكبار بشكل عام، ومن هذه الأمراض عدة أنواع من الحميات الناتجة عن بكتيريا أو فيروسات، كما أن الكثير يتناول المرطبات الباردة بأنواعها في فصل الصيف للتخفيف من لهيب الحر، والتمتع ببعض الانتعاش. في البداية، يقول أخصائي الأطفال الدكتور محمد سعد إن فصل الصيف يحمل نسمات عليلة إلى الناس، إلا أنه وفي الوقت نفسه يحمل العديد من الأمراض التي ارتبطت بشكل كبير بهذا الفصل، أو بعادات وسلوكيات الناس فيه مثل درجة الحرارة المرتفعة، والإحساس بالإرهاق والخمول، بل تظهر عدد من الأمراض المرتبطة بفصل الصيف، نظرا لطبيعة الجو الحارة والرطوبة العالية، كما يشهد هذا الفصل انتشارا للحشرات والزواحف، فضلا عن الازدحام الشديد. ما يجعل الصيف موسما للكثير من الأمراض، كالإسهال والدوسنتاريا والجفاف والنزلات المعوية والحساسية بأنواعها وأمراض الرمد والأمراض الجلدية مثل الجرب، والطاعون. وألمح الدكتور محمد إلى أن النزلات المعوية أكثر الأمراض انتشارا في الصيف لظروف السفر، وتناول الأطعمة خارج المنزل، وتظهر الأعراض على شكل ارتفاع درجة الحرارة، وغثيان، وآلام بالبطن، وإسهال شديد ومتواصل، وهو ما يعني حدوث هبوط خاصة لدى الأطفال والشيوخ، وفي هذه الحالة لا بد من تناول السوائل بكثرة لتعويض فاقد السوائل والأملاح ومراجعة الطبيب. التسلخات واكدت استشارية الجلدية الدكتورة فائزة الطجم أن درجة الحرارة المرتفعة والتعرق والبكتيريا تتسبب في كثير من الأحيان في تسلخات والتهابات واحمرار وألم في الأماكن الخفية، تحت الإبط وبين الفخذين؛ الأمر الذي يسبب حكة شديدة، وينصح بارتداء ملابس قطنية و«شورت» كملابس داخلية واستخدام كريم مرطب. وعن البقع البيضاء التي تظهر على وجوه الأطفال في فترة الصيف، تؤكد الدكتورة فائزة أن هناك نوعا من أنواع الحساسية المزمنة يطلق عليها النخالة البيضاء، وتكون على شكل دائري أو بيضاوي تميل إلى الاحمرار ثم تتحول إلى اللون الأبيض وتظهر عليها قشور رفيعة جدا تنتشر بصورة أكبر في الوجه وتكون أوضح في الصيف نظرا لاسمرار البشرة بسبب التعرض للشمس مما يجعل هناك فرقا بين لونها ولون الجسم، أما علاجها فيكون عن طريق بعض الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون ومرطبات للجلد مع ملاحظة عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس بدون كريمات واقية، وتناول فيتامين « أ » بجرعة يحددها الطبيب. أمراض العيون وحذر أخصائي العيون وأمراض الرمد الدكتور أيمن النجار من إصابة العين بفرط الحساسية، وذلك نتيجة تعرضها لأشعة الشمس المتوهجة، فتصاب العين بالجفاف أثناء الوجود في المصايف أو على شواطئ البحار، وأوضح أن المصاب عادة يشكو من حكة شديدة في العين وازدياد إفراز الدموع، وللوقاية من فرط حساسية العين ينصح بتجنب المؤثر الخارجي المهيج وارتداء النظارة الواقية على شواطئ البحار، وغسل الوجه مباشرة بعد الاستحمام واستعمال نظارة السباحة أثناء السباحة، وقد يحتاج علاجها إلى استخدام قطرة معقمة بعد استشارة الطبيب. العادات الخاطئة أخصائية الباطنية الدكتورة منى الوكيل قالت: أغلب أمراض الصيف ترتبط بعادات وسلوكيات وتصرفات بعض الناس الخاطئة، كارتدائهم بعض الملابس الخفيفة؛ مما تؤدي لإصابتهم بالكثير من الأمراض التي لها علاقة بالجهاز التنفسي، فضلا عن تحقق بعض الأمراض الجلدية نتيجة الحرارة الشديدة. لافتة إلى أن فصل الصيف يتناول فيه الكثير من الناس الأطعمة على شاطئ البحر مما يساعد على حدوث التسمم، حيث إن أمراض المعدة من أكثر الأمراض التي تنتشر في فصل الصيف؛ لأن أمراض المعدة بشكل خاص من أكثر الأمراض المعدية وبحكم طبيعة الصيف فيسمح بنقل العدوى حيث التجمعات. الصيف ومريض السكري وينصح البروفسور عبدالرحمن الشيخ استشاري الباطنية مريض السكري بممارسة التمارين الرياضية في فصل الصيف عندما تكون درجات الحرارة معتدلة؛ لأن الحرارة قد تؤدي إلى حدوث ضربة حرارية، تشبه ضربة الشمس، والتي تعد أشد خطورة وتتطلب علاجا طارئا. وأشار الشيخ إلى ضرورة الحفاظ على درجة برودة الأنسولين عند السفر والتنقل من مدينة لأخرى بوضعه في آلة تبريد محمولة، لأنها تحتاج للتبريد من أجل الحفاظ على جودتها، كما أنه من الضروري أخذ جهاز فحص السكر والشرائح في السفر في حقيبة خاصة. شرب الماء وشددت الدكتورة سامية عبدالمنعم أخصائية النساء والولادة على ضرورة تناول كميات كبيرة من المياه في فصل الصيف لا تقل عن 6 كأسات يوميا إضافة إلى العصيرات للحفاظ على جسم متوازن وبشرة صحية؛ فالمياه تحمي وتعدل وتؤمن وتقوي، ونبهت أيضا إلى ضرورة تناول كميات كبيرة من الفواكه، خاصة التي تحتوي على كميات عالية من فيتامين « ج » الذي يحافظ على نضارة البشرة بشكل كبير، مثل البرتقال، الشمام، البروكلي، والفلفل الأخضر، والإكثار من الأطعمة المحتوية على كميات عالية من مضادات الأكسدة، التي تساعد على قتل الخلايا السرطانية الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، ومن هذه الأطعمة: الخضار والفاكهة الملونة، وسمك السلمون؛ حيث يفضل تناول الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات على الأقل أسبوعيا، مشيرة إلى أنه من المهم أن تقدم الأم لطفلها المرطبات المحتوية على فيتامين « ه »، والتي تحافظ على الرطوبة الداخلية للبشرة.