قتل مريض نفسي والدته، نحراً، متهماً إياها بالقيام بأعمال السحر، وأنه مسحورٌ منها. وقال الأخ الأكبر للقاتل وفقا لما نشره موقع سبق إن "أخاه مريضٌ نفسياً ويعاني انفصاماً حاداً، ويبلغ من العمر 28 عاماً، ومنذ 5 سنوات زادت حدة المرض على شخصيته نتيجة انعزاله وانطوائه على نفسه، وعدم اختلاطه مع أحد. وكان يحاول دائماً الاعتداء على والدته؛ حتى إنه قبل أيام عدة من حادثة القتل، قذفها بأداة حادة لم تصبها". وأضاف: في إحدى المرات غافلهم واستطاع الانفراد بوالدته وطعنها طعنات عدة ثم قطع عنقها، بعد تشويه يديها، وقام بتسليم نفسه للشرطة، وهو يصرخ "أنا مسحور أنا مسحور.. أنا ما أدري.. أنا ماني عارف.. ما أدري ما أدري ليش". وتابع: "حاولنا منذ فترة طويلة إدخاله مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض لأكثر من 9 مرات سابقة؛ بيد أنهم رفضوا بحجة عدم وجود سرير". ومضى قائلاً: "نحن مواطنون عاديون لا نملك إجبار إدارة المستشفى على علاجه، وليس لدينا القدرة المادية على علاجه على حسابنا الخاص". وعن أسباب قتله لوالدته، قال: "الوالدة – رحمها الله - كانت أحن الناس عليه، وتحبه كثيراً، وتدعو له بالشفاء، حتى إنها كانت تحضر بعض الرقاة والمشايخ للمنزل لقراءة القرآن عليه علّ الله أن يشفيه.. لكنه كان يرفض ذلك، ويعاملها بشكلٍ غير طيب، ويعتقد أنها تقوم بسحره". وأكد أخ القاتل أن المستشفى كان يرفض دخول أخيه للعلاج رغم حالته الصعبة، إلا أنه في المرة الأخيرة، ونتيجة لضغط من شخصية مسئولة تعاطفت مع ظروف العائلة، أدخل لأيام عدة، وتم وضعه في صالة الاستقبال "الطوارئ"، وليس في أجنحة المستشفى. وبعد أيام عدة قامت إدارة المستشفى بإخراجه بطريقةٍ غريبةٍ وحمله في سيارة إسعاف، ثم رميه عند باب بيت العائلة، مستغرباً من تعامل المستشفى مع حالة أخيه، حيث بعد أن ارتكب الجريمة وسلّم نفسه للشرطة، التي بدورها حوّلته للمستشفى بعد أن ثبت اختلال قواه العقلية، أبقاه المستشفى أياماً عدة في الطوارئ، ثم أعاده مرة أخرى إلى السجن؛ بحجة عدم وجود مكان مناسب له. وقال: "أخي الآن بين السجناء.. ويتصل علينا باستمرار وهو يصرخ إلحقوني.. إلحقوني. وهو في حالة نفسية سيئة جداً؛ نتيجة عدم تناوله أدويته". وأوضح: "والدي عمره 65 سنة وهو في حالة سيئة بعد الجريمة البشعة، ويبكي يومياً على زوجته وابنه.. ونحن لا نريد تعويضاً من أحد، فالله هو المعوض، ولا نريد أي شيء، لكن نريد فقط محاسبة المقصرين في المستشفى، ونطالب من ولاة الأمر معاقبة وزارة الصحة على إهمالها في معالجة هذه الشريحة المريضة، وعدم بناء مستشفيات للمرضى النفسيين لمساعدة أسرهم على العناية بهم، فما حصل معنا من حادثة مأساوية قد يحصل مع عائلة أخرى بشكل أكثر دموية". وأفاد أحد المسؤولين بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، أنه في حال صحة ما ذكر من هذه الجريمة البشعة، فإننا ندعو الله أن يحسن عزاء العائلة ويجبر مصابهم.. لكننا في المجمع دائماً لا ننفي، بل نحن مع المريض وعائلته لأنه يعاني مرضاً عقلياً يتطلب الرعاية والاهتمام. وقال: "المريض النفسي لا يسلم لأهله بهذه الطريقة فلدينا عديدٌ من الإجراءات والأنظمة التي تحفظ كرامة المريض، ولدينا حالياً مرضى منذ 25 عاماً لم يُسلَّموا إلى أسرهم لأنهم بحاجة إلى العلاج، كما أن قرار مجلس الوزراء نصّ على أن دور الإخاء الاجتماعي، على سبيل المثال، هي التي تقدم الخدمة لفئة المرضى النفسيين الذين يعانون مرض الفصام العقلي، والذين لا يستطيعون رعاية شؤونهم الخاصة والعامة ويفتقدون الدعم الأسري، وهذه الدور تنضوي تحت مظلة مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض".