جثة في صندوق "وانيت" في انتظار الاستلام.. مشهد أرعب كثيرا من النساء والأطفال الذين ساقهم القدر لمراجعة طوارئ مستشفى المجاردة العام مساء أول من أمس، عندما شاهدوا الجثة في صندوق سيارة أمام طوارئ المستشفى. ويبدو أن أزمة ثلاجات الموتى انتقلت من منطقة جازان إلى عسير، فبعد أن تنقلت جثة إثيوبي قبل أكثر من شهرين، من مستشفى إلى آخر بحثا عن ثلاجة تحفظها ريثما تنتهي إجراءات الدفن إلى أن استقر بها الحال على رصيف بجوار مستشفى ضمد العام، اضطر شاب متطوع في المجاردة أول من أمس إلى التنقل بجثة "صومالي" تعرض لحادث دهس في أحد شوارع مركز بارق من مستشفى المجاردة العام إلى قسم المرور، قبل أن يستقر الحال ببقائها في صندوق سيارته لأكثر من ثلاث ساعات. ويروي الشاب محمد البارقي -الذي تبرع بنقل الجثة - الواقعة قائلا: عندما شاهدت جثة الرجل ملقاة في الشارع إثر حادث دهس ولم يقم أحد بنقلها إلى المستشفى رغم تواجد الدوريات الأمنية في الموقع التي لم تسهم أيضا في عملية نقلها، بل طلبوا من الحاضرين أن يتبرع أحدهم بنقل الجثة في سيارته الخاصة، فنقلتها بسيارتي إلى مستشفى المجاردة، وعند وصولي هناك كانت المفاجأة، إذ اعتذرت إدارة المستشفى عن استقبال الجثة بحجة امتلاء ثلاجة الموتى بالجثث، مشيرا إلى أنه عاد بالجثة إلى مرور المجاردة الذي رفض استلامها. وبين مستشفى ومرور المجاردة احتار البارقي، ماذا يصنع بالجثة التي تورط بها، كما يقول، لافتا إلى أن الجثة مكثت في سيارته أكثر من 3 ساعات، متسائلا عما لو جاء القضاء والقدر بأكثر من جثة كيف يكون موقف مستشفى المجاردة؟. ولفت البارقي إلى أن الفرج جاء بعد منتصف الليل من أبها بالسماح بنقل الجثة إلى ثلاجة الموتى بمستشفى محايل عسير العام بواسطة المرور. إلى ذلك وجهت "الوطن" تساؤلا لمدير إدارة الإعلام والعلاقات، الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، عن تفاصيل القضية وسبب تكدس الجثث في ثلاجة مستشفى المجاردة العام، فأوضح أن جثة الصومالي المتوفى حولت إلى ثلاجة الموتى بمستشفى محافظة محايل العام كون ثلاجة الموتى بمستشفى المجاردة لا تستوعب لامتلائها بالجثث. وقال إن ثلاجة الموتى بمستشفى المجاردة العام بها عدد من الجثث التي لم تنته إجراءات دفنها، إذ هي مرتبطة بقضايا جنائية مختلفة وتحتاج إلى وقت لإنهائها. من جانبه، قال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله آل شعثان، إن جثة الصومالي نقلت بسيارة أحد المواطنين بعد إصرار الأهالي على نقله بسبب تأخر "الشرشورة" الخاصة بالبلدية في الوصول إلى الموقع، فتبرع أحد المواطنين بنقلها إلى مستشفى المجاردة العام. وحول ظاهرة تكدس الجثث لمجهولين في ثلاجة مستشفى المجاردة العام، قال "إن الجثث التي تكون الشرطة معنية بها هي تلك التي ترتبط بقضايا جنائية فقط، ولدينا تعليمات واضحة وصريحة من وزارة الداخلية بسرعة البت في قضاياها. وبرأ آل شعثان ساحة الشرطة تحديداً من التأخر في قضايا إنهاء إجراءات هذه الجثث في مستشفى المجاردة العام، وقال "ربما هي من اختصاص جهات أخرى غير الشرطة".