المرحوم "إثيوبي"، قدره ساقه للموت دهسا في أحد شوارع محافظة ضمد، وتحول جسده إلى جثة هامدة تنقلت من مستشفى إلى آخر بحثا عن ثلاجة تحفظ للموت حرمته ريثما تنتهي إجراءات الدفن، إلا أنه بعد جهد جهيد استقر بها الحال على رصيف بجوار مستشفى ضمد العام. المواطن بندر القيسي المتسبب في حادث الدهس عاش حالة نفسية صعبة، وهو يتابع الجثة الحائرة بين مستشفيات المحافظة وصبيا وأبو عريش التي اعتذرت جميعها عن استقبالها لعدم وجود "شواغر" لديها في ثلاجة الموتى. من جهته، أوضح مدير مرور محافظة ضمد الملازم أول يحيى المحنشي ل"الوطن" أن دورية المرور عانت 6 ساعات في محاولة لإيداع المتوفى بأي مستشفى. "جثث على قارعة الطريق في انتظار الدفن" مشهد قد يتكرر بعد أن أصبح حقيقة ماثلة للعيان كما حدث مع جثة مقيم إثيوبي في منطقة جازان بعد أن تعرض لحادث دهس، حين ساقه القدر لحتفه في أحد شوارع محافظة ضمد، حيث تنقلت الجثة من مستشفى إلى آخر بحثا عن إحدى الثلاجات ريثما تنتهي إجراءات الدفن، إلا أنها بعد جهد جهيد استقر بها الحال على رصيف بجوار المستشفى. وروى المواطن بندر القيسي الذي دهس المقيم الإثيوبي أنه يعيش حالة نفسية صعبة، مشيرا إلى أنه بعد الحادث تبرع أحد المواطنين وحمل جثة المقيم متوجها إلى مستشفى المحافظة؛ لإيداع الجثة في ثلاجة الموتى، إلا أن محاولاته باءت بالفشل كونها ممتلئة، ولا مكان خاليا للجثة. وتساءل عما لو جاء القضاء والقدر بأكثر من جثة، مضيفا أنه مكث لأكثر من ست ساعات والجثة ملقاة على رصيف بجوار المستشفى في انتطار إنهاء الإجراءات النظامية كون المتوفى مقيما. من جهته، أوضح مدير مرور محافظة ضمد الملازم أول يحيى المحنشي أن دورية المرور وجدت معاناة كبيرة في إيداع المتوفى من الجنسية الإثيوبية استمرت لست ساعات بعد تعرضه لحادث دهس على طريق أبو عريش ضمد من قبل أحد مواطني المحافظة، لافتا إلى أن المساعي لم تنجح في إيداع الجثة بثلاجة الموتى بمستشفى المحافظة؛ لعدم توفر أي من الأدراج المخصصة لإيداع الموتى حسب ما أكده المناوب بالمستشفى. وأفاد بأنه اضطر للاتصال بمحافظ ضمد محمد المدخلي الذي بدوره وجه منسوبي المستشفى بإعطاء الدورية خطابا لمستشفى صبيا للتمكن من إيداعه بثلاجة الموتى إلا أن المسؤولين بالمستشفى تحججوا بعدم وجود تنسيق مسبق بينهم وبين منسوبي مستشفى صبيا. وأضاف أنه اتصل بمحافظ صبيا لتسهيل مهامهم، إلا أن الأخير أخبره بأن المسؤولين بمستشفى صبيا أكدوا له عدم وجود إمكانية لإيداع الجثة، وقام بالاتصال بمنسوبي مستشفى أبى عريش حيث أفادوه بأنه لا إمكانية لديهم. وقال المحنشي: بعد الاتصال بالعديد من مسؤولي الجهات المعنية، وبالرجوع إلى توجيه واضح ونظام صريح يقضي بإبقاء الجثة في طوارئ المستشفى مع الاهتمام بحفظ كرامتها وعدم امتهانها تركت الجثة في طوارئ المستشفى؛ لتتمكن الدورية من القيام بأعمالها في تنظيم حركة السير ومباشرة أي طارئ من الحوادث المرورية. وأردف بأنه بعد ترك الجثة في الطوارئ تلقى اتصالا هاتفيا من مدير مستشفى ضمد منصور بن قصادي أكد فيه بأنه سيبحث عن حل عاجل لإيداع الجثة في إحدى ثلاجات مستشفيات المنطقة. وأجرت "الوطن" اتصالا بالناطق الإعلامي بصحة جازان بالنيابة حسين معشي لمعرفة أسباب تكدس الجثث، حيث طلب الاتصال بالناطق الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني لعدم تمكنه من التصريح، وبعد الاتصال بالدكتور المرغلاني أفاد بأنه يجب الاتصال بمدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور محسن طبيقي لما يملكه من معلومات كافية، وإحصائيات دقيقة بهذا الشأن. وبالاتصال بمدير الشؤون الصحية أكد أن هناك تعاونا مع عدد من الجهات الحكومية في التنسيق فيما بينها؛ لإنهاء إجراءات دفن الجثث أوترحيلها في الوقت المحدد، وأن الشؤون الصحية تقدمت بطلب تشكيل لجنة تضم كافة الجهات المعنية، حيث اجتمعت أمس برئاسة وكيل الإمارة المساعد الدكتور عبدالرحمن ناشب؛ لتحديد مسؤولية كل جهة، ولإنهاء إجراءات إيداع الجثث بالسرعة المطلوبة. وألمح الطبيقي إلى إنشاء العديد من الثلاجات الجديدة بمستشفيات بيش, وأحد المسارحة, والطوال, وفيفا, والموسم, إضافة إلى إنشاء ثلاجة كبيرة بمستشفى الملك فهد أوشكت على الانتهاء للمساهمة في حل أزمة إجراءات الدفن. وقال مدير الشؤون الصحية بجازان: إنه مهما زادت سعة ثلاجات الموتى فلا بد من إيجاد آلية فاعلة لدفن الجثث، مشيرا إلى تعاون بين الجهات الحكومية المختلفة على الطبيعة. وبخصوص جثة المقيم الإثيوبي أوضح الطبيقي بأنها قد أودعت ثلاجة الموتى بمستشفى ضمد العام. (عن صحيفة الوطن السعودية)