أوفى حاج شيشاني نذرا بأن يحج على قدميه في حال شفي ابنه من الإصابة التي لحقت به بسبب الحرب، وقطع مسافة 6000 كيلو مترا تقريباً في 118 يوما من بلدته إلى مكةالمكرمة. وتعود قصة أبو بكر شيخ بنذره إلى أيام حرب الشيشان مطلع التسعينيات الميلادية، إذ سقطت على منزله قذيفة أودت بحياة والده ووالدته وزوجته وثلاثة أبناء، فيما أصيب ابنه الرابع بإصابات بليغة. خيم عليه الحزن بفقد أهله، ونذر على نفسه أن يحج ماشيا إذا تشافى ابنه المصاب «شريف». وبالفعل، شفي شريف ذو العشرة أعوام، ففرح والده كثيرا وقرر الوفاء بالنذر. وقبل دخول موسم الحج بأربعة أشهر، جهز أبو بكر نفسه للرحلة، وتزود بعصا يتكئ عليها ويضرب بها هوام الأرض وزجاجات ماء وحبات من الليمون لإطفاء عطشه وغطاء وحذاء بديل في حال تمزق الحذاء الذي يلبسه، ومصحف يقرأ منه أثناء سيره وجهاز جوال. عبر الحاج طريقه مشيا من بلدته في الشيشان مرورا بداغستان وأذربيجان وتركيا وسورية حتى وصل إلى السعودية، وواجه خلال هذه الرحلة مصاعب كثيرة، لعل أكثرها تأثيرا عليه، لدغة عقرب اعترضت طريقه في تركيا، وادخل على إثرها المستشفى وبقي فيه يومين، بعدها أكمل مشوراه باتجاه مكةالمكرمة. وأمس خرج أبو بكر قاصدا المدينةالمنورة بعد أن أنهى مناسك حجه في مكة، وينوي العودة إلى الشيشان بنفس الطريقة. ويعبر عن شوقه البالغ لابنه شريف الذي كان سببا في وجوده في هذا المكان، حتى لو كان ماشيا، ويؤكد أنه يتواصل معه عبر الجوال بين الفينة والأخرى