استنكر مبتعثون ورؤساء أندية في بريطانيا تصريحات الداعية السعودي حسن القعود في قناة تلفزيونية أخيراً، أكد فيها أن نحو 90 في المئة من طلاب درجة البكالوريوس السعوديين في الجامعات البريطانية يشربون الخمر، موضحين أن تصريحاته افتراء وقذف للطلاب من دون وجه حق. وفي حين ادعى القعود خلال حديثه التلفزيوني في برنامج «كلمتين ونص» على قناة «بداية» أخيراً، أن رؤساء الأندية الطلابية في بريطانيا هم من أبلغوه بهذه النسبة من الطلاب السعوديين لدرجة البكالوريوس الذين يشربون الخمر، نفى ثلاثة من رؤساء الأندية الطلابية الذي التقوا الداعية حسن القعود في زيارته إلى بريطانيا في اتصالات أجرتها «الحياة» معهم أمس، أن يكونوا أبلغوه بأي شيء بهذا الخصوص، لافتين إلى أن ما نقله القعود عنهم غير صحيح جملة وتفصيلاً. وفيما ذكر القعود خلال حديثه التلفزيوني أن رئيس نادي الطلاب السعوديين في مدينة ادنبرة كان أحد من أبلغوه عن النسبة المرتفعة للطلاب الذين يتعاطون الخمر في بريطانيا، تبرأ رئيس نادي الطلاب السعوديين في مدينة أنبرة أثناء زيارة القعود لها في عام 2009 مبارك القحطاني من تصريحات القعود، وقال في اتصال مع «الحياة» أمس: «القعود لم يسألني عن هذا الموضوع إطلاقاً ولم أتفوّه بكلمة واحدة بهذا الخصوص». واصفاً حديثه ب "القذف دون وجه حق، وكلام غير منطقي وغير عقلاني»، مضيفاً: «أتوقع أنها زلت لسان من الداعية القعود وأصر عليها الرجل». وأشار إلى أن شخصاً مثل الداعية القعود له صوته في المجتمع السعودي «وحينما يصدر منه مثل هذا الكلام فإنه مسيء جداً بسمعة طلاب البكالوريوس في بريطانيا». وروى القحطاني تفاصيل زيارة القعود لهم في مدينة أدنبرة عاصمة اسكتلندا، وقال: «القعود جاءنا الساعة ال11 ظهراً في يوم جمعة، وطلب منا أن يتولى هو الخطبة في صلاة الجمعة في جامع الملك فهد في أدنبرة، فقام وخطب في الناس باللغة العربية، ولأن غالبية الحضور في المسجد لا يتحدثون العربية وقام أحد الشباب بعدما انتهى القعود وشرح خطبته بالإنكليزي، وفي الليل تعشى معنا ومن معه ثم غادروا دون أن نتطرق لموضوع شرب الطلاب إطلاقاً». وفي السياق ذاته، أكد رئيس جميع أندية الطلاب في بريطانيا أثناء زيارة الداعية القعود، الدكتور إبراهيم الصيني في حديثه ل»الحياة» أمس أن تصريح القعود «غير دقيق ومجانب للحقيقة، ففي كثير من الأندية يشهد الجميع بأن طلاب مرحلة البكالوريوس أجادوا من الناحية الأخلاقية والدراسية وكانوا مشاركين في البرامج الأكاديمية داخل الجامعة وخارجها بشكل مشرف، وإذا كان هناك خروج عن المألوف من البعض فلا يصح أن يتم التعميم على الجميع وإعطاء مثل هذه النسب». ولفت إلى أن تقدم طلاب درجة البكالوريوس في الجوانب الأكاديمية مؤشر على مثابرتهم وانضباطهم، لأن البعثة تقطع عن أي طالب لا ينجح في إثبات جديته في الدراسة خلال مدة قصيرة، مشيراً إلى أن جميع أندية الطلاب السعوديين في بريطانيا التي رأسها الصيني بنفسه أثناء زيارة القعود لبريطانيا من دون استثناء لا يوجد لديها أي معلومات عن عدد الطلاب الذين يشربون الخمر ولو بشكل تقديري، مضيفاً: «ما قاله القعود يمثل تقديره الشخصي هو وحده، ولا توجد أي دراسة تثبت ذلك، فضلاً عن أن هذه الطريقة التي نهجها الشيخ في الحديث عن ذلك تلفزيونياً أمر غير صحيح ولا يعالج المشكلة إن وجدت». من جهته، نفى رئيس نادي الطلاب السعوديين في مدينة لندن الدكتور فائق المطيري أن يكون تحدث مع الداعية القعود عن أي موضوع يتعلق بنسبة الطلاب السعوديين الذي يشربون الخمر أو غالبية طلاب البكالوريوس يشربون الخمر أثناء زيارة الأخير إلى نادي لندن في عام 2009، مؤكداً في حديث ل«الحياة» أمس أن لقاءه بالقعود لم يتطرق إلى هذا الموضوع إطلاقاً، وأضاف، «لا أعلم من أين جاء القعود بهذه النسبة فهي غير موجودة لدينا، وأستبعد أن يقوم أحد رؤساء بإعطاء مثل هذه النسبة لأن جميع رؤساء الأندية من الأكاديميين المتمرسين الذي يعرفون أن إعطاء مثل هذه النسب لا يمكن أن يتم إلا وفق دراسة علمية». وكان عدد من المبتعثين السعوديين في بريطانيا تحدثت معهم «الحياة»، أبدوا غضبهم من تصريحات القعود واعتبروها مسيئة لهم ولسمعتهم، لافتين إلى أنهم يفكرون في ملاحقة القعيد قانونياً. وقال المبتعث وليد آل علي إن حديث القعود «يعد تجنياً على أعراض أخوانه المسلمين دون دليل، وقذفاً صريحاً يعاقب عليه الشرع في الإسلام، وأنا أفكر مع زملاء لي في ملاحقة القعيد أمام القضاء السعودي حتى نأخذ حقنا منه ويأخذ هو جزاءه الذي يستحقه»، الأمر ذاته طالب به المبتعث عبدالله العتيبي الذي رأى أن القعود وجه اتهاماً خطراً سيحرج كل طلاب البكالوريوس في بريطانيا، ويجب علينا أن نلاحقه قانونياً، مطالباً القعود بأن يتحلى بالشجاعة، وأن يخرج ليعتذر عن تصريحه الذي أخذته فيه الحماسة إلى الطريق غير الصحيح، الأمر ذاته طالب به طالب البكالوريوس رشيد الغامدي الذي رأى تصريح القعود تجاوز حدود المنطق، فكيف يصدر حكماً مطلقاً في قناة تلفزيونية على أكثر من 20 ألف مبتعث في بريطانيا دون أن يكون لديه دليل واحد سوى أن شخصاً قال له ذلك». وكان الداعية القعود خرج على قناة «بداية» التلفزيونية، وقال في أحد البرامج: «كلما قابلت رئيس ناد أطرح عليه سؤالاً، والأمر محزن ومبك، ولكن لابد أن نتكلم بصراحة، حتى نجد الحل، وأكدوا جميعاً أن نسبة من يتعاطون الخمر من طلاب الابتعاث للبكالوريوس تتراوح بين 70 و90 في المئة».