قفزت أسعار الدجاج العالمية خلال شهر مايو الجاري إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ عدة سنوات، بعد أن أعلن مؤشر سعر تثبيت الطن العالمي لوصول السعر إلى 2425 دولارا، بزيادة 225 دولارا عن شهر يناير الماضي، وبزيادة 775 دولارا عن شهر مايو من عام 2010، ليصبح سعر بيع الكرتون الذي يحوي 10 دجاجات بوزن 10 كيلو جرام بقيمة 100 ريال، أي أن سعر الحبة الواحدة يعادل 10 ريالات. وينحصر هذا السعر في أوساط المستوردين الذين يستوردون الدجاج ثم يبيعونه للسوق المحلية، في حين سيضيف تجار التجزئة ما لا يقل عن ريالين على كل حبة دجاج ليكون سعر الواحدة 11 ريالا، أما نقاط البيع فسيتفاوت فيها السعر طبقا للأسعار التي يشترون بها من تجار التجزئة. وبحسب توقعات تجار تجزئة، فإن المناطق البعيدة عن منافذ الاستيراد ستشهد ارتفاعا في الأسعار قياسا بالمناطق القريبة بنسبة 30 في المائة تقريبا، وذلك لعدة عوامل من أهمها أسعار النقل، والشحن، والتخزين، والتبريد وغير ذلك وكل هذا سينقلب على سعر حبة الدجاج الواحدة ليصل سعرها بحسب تقديرات أولية إلى 14 ريالا. أما على صعيد المطاعم بما فيها محلات البروست أو ما يعرف ب «البروستد» فإن سعر الحبة سيصل في نهاية مايو إلى 13 ريالا ما لم يحدث عملية احتواء سريع تتمثل في ضخ المزيد من الدجاج بكثافة إلى السوق المحلية. وطبقا لمصادر مطلعة، فإن المستوردين أعلنوا الاكتفاء بربح ربع ريال فقط من أجل المحافظة على استقرار أسعار السوق، مقابل أن تكون أرباحهم محدودة ومعتمدة على كثافة البيع، وليس على قيمة مضافة تشكل زيادة في الأسعار، وعلى هذا التوجه فقد عمد الكثير من المستوردين إلى مخاطبة نقاط بيع كبرى منتشرة في أرجاء المملكة للشراء منهم مباشرة دون الحاجة إلى وسطاء بيع أو تجار تجزئة باعتبار أن الأسعار التي وصل إليها الدجاج حاليا تعتبر حالة استثنائية يتطلب احتواؤها إلى أن يهدأ السعر التصاعدي المستمر على أن تكون ربحية نقاط البيع محدودة بما لا يزيد على قوة المستهلك الشرائية. وجاء ارتفاع الأسعار المتزايد نتيجة زيادة الطلب العالمي على الأغذية المخصصة للطيور والدجاج حتى بات العرض محدودا فنجم عن ذلك قفزة مباشرة في أسعار الأعلاف ومكونات الغذاء الداخلة فيه الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر الدجاج. سعر الطن العالمي بدأ في تزايد منذ مطلع العام الجاري بمعدل 50 دولارا كل شهر ففي شهر يناير كان السعر 2200 دولارا، وفي شهر فبراير ارتفع إلى 2250 دولارا، وفي مارس ارتفع إلى 2300 دولارا، وفي أبريل إلى 2350 لكن في شهر مايو الجاري لم تكن الزيادة كسابقتها بل قفز مباشرة 75 دولارا ليصبح السعر 2425 دولارا. وبالنظر إلى حركة أسعار الطن العالمية خلال السنوات الثلاث الماضية يتضح أن سعر الدجاج هبط إلى أدنى مستوياته في مطلع عام 2009 عندما أصبح سعر الطن 1300 دولارا، قبل أن يشهد تصاعدا مستمرا إلى أن وصل نهاية الربع الأول من عام 2010 ليستقر سعر الطن عند حاجز 1650 دولارا، ويستمر الوضع على هذا السعر لمدة خمسة أشهر، ليتحرك المؤشر تصاعديا دون توقف منذ شهر أغسطس الماضي.