أعلن لأول مرة في السعودية عن افتتاح راق شرعي بالقرآن، أول مركز خاص للعلاج بالرقية الشرعية كعيادة شبيهة بالعيادات الطبية، ويعتبر المركز الأول من نوعه، في وقت تتجه فيه جهات في السعودية لتنظيم عمل الرقية الشرعية، عبر إعلان هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر العمل على تنظيم عمل الرقية الشرعية للحد من الإقبال على السحر والشعوذة. وقد لجأ الراقي عدنان توفيق الهاشمي، وهو أحد الرقاة الشرعيين بالقرآن الكريم المعروفين في جدة، لفكرة لتأسيس المركز، لخلق آلية، الهدف منها تنظيم عمل الرقاة، والحد من الأخطاء التي وقع بها بعض من ممارسي الشعوذة، كالتحرش بالنساء والنظر إلى عوراتهن، طبقا لما حدث في أكثر من حادثة. ويرى الراقي الهاشمي أن 50 في المائة من الأمراض المصاحبة للإنسان، أمراض يمكن أن يتم علاجها بالقرآن الكريم، كونها «من أذية شيطانية»، تزول بعد فترة من الاستمرار على الجلسات القرآنية. وصنف الهاشمي أمراضا يكثر انتشارها في المملكة، تتمحور حول «العين والمس»، حيث اتضح علميا وجود 80 في المائة من مرضى السرطان بسبب العين، والمعالجة تكون بطرق مختلفة في العلاج بالقرآن. وحول التكاليف العلاجية للمركز، قال الراقي الهاشمي: «البداية بتسعيرة محددة للكشفية بواقع 100 ريال، والمراجعة تكون مجانا لزيارة واحدة، ثم ارتفعت إلى 200 ريال للكشف وزيارتين مجانية، ثم أصبحت ب200 الكشفية وزيارة واحدة مجانية، حتى أصبحت العيادة لديها زبائن وخدمات علاجية جديدة، لتصبح الكشفية 500 ريال، وفي بعض الأحيان ربما تصل إلى 600 ريال في الحالات المستعصية والزيارات الميدانية، وتبدأ جموع المراجعين بالحجز مع بداية العمل بعد صلاة المغرب، فتُراعى أولوية من قام بالحجز أو الاتصال بالعيادة أو الذهاب إليها، لوجود بعض الحالات المزمنة من بعض الأشخاص، التي تستدعي حجز مواعيد للذهاب لمنازلهم». وعن تسلسل الرقية الشرعية بالقرآن الكريم، قال الشيخ الهاشمي: «عملية العلاج تبدأ بتحديد موعد للزيارة، ويتم الجلوس مع المريض من ثلاث إلى أربع دقائق، يتخللها طرح أسئلة عامة، كاسمه وماذا يحب، وكم عمره، ووزنه، كنوع من التهيئة النفسية للمريض، ويمكن من خلالها تحديد المس الشيطاني المسبب للمرض، إذا كان المرض المصاحب له غير صحي، فأغلب الحالات النفسية المزمنة، التي يشتكي منها كثير من المراجعين، تكون إما عين، أو مسٍ شيطاني». ولفت الهاشمي إلى أن عيادته خضعت لزيارة مسؤولين من عدة جهات، كنوع من الاطلاع على سير عملها، للتأكد من نظام الرقية الشرعية، حسب تراخيص رسمية، في حين يشترط أن عمل العيادة على ضرورة توفير قسم للنساء، وآخر للرجال. تجدر الإشارة أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اقترحت آلية وبرامج عمل لتنسيق الجهود مع جهات أمنية مختصة لمكافحة ما سمته الرئاسة «مكافحة مظاهر المشكلة، وتحديد مسؤوليات الجهات المعنية للحد من انتشارها»، بينما أوصت بإجراءات تحفيزية لجهات الضبط التي تكافح السحر والشعوذة. وكان الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد لشؤون المساجد، أكد سعي الوزارة إلى إعداد ورشة عمل تتعلق بالرقى الشرعية بمشاركة عدد من المشايخ والعلماء والأطباء والمختصين النفسيين، في خطة لتقنين وضبط عمل العلاج بالقرآن. وأكد في ذات السياق الدكتور محمد بن عبد الله شاوش، استشاري الطب النفسي نائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي، أن هناك عددا من الأبحاث يقوم به بعض المختصين عليها تهدف لإدراج الرقية الشرعية ضمن مجالات الطب النفسي الحديث، وقال: «القرآن الكريم لا يختلف الجميع على أنه شفاء، ونريد الوصول إلى طرق الإقناع الحقيقية المبنية على الأدلة والاستشهاد لهذا العلاج الروحاني».