طالب عدد من المعالجين بالرقية الشرعية إنشاء أقسام للرقية الشرعية في المستشفيات؛ أو إنشاء مستشفيات ومراكز خاصة بها تعمل تحت مظلة وإشراف عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، وذلك لإيجاد ضوابط تحكم ممارستها ومعالجة المرضى بها؛ لا سيما وأن هناك الكثير من الرقاة ممن يذهبون الى المستشفيات لرقية بعض المرضى وقد شفي عدد كبير منهم. "الرياض" تناولت هذا الموضوع مع عدد من الرقاة الشرعيين في مختلف مناطق المملكة واستمعت الى آرائهم التي أجمعت على ضرورة إنشاء تلك الأقسام أو المراكز الحكومية الخاصة بالرقية الشرعية. فضل العلاج بالقرآن وقال ناصر عبد الله الجوير الراقي الشرعي في مدينة الرياض إن العلاج بالقرآن أمر خير إذا وجد من يتولى ذلك من الرقاة الموثُقين وممن فتح الله عليه في هذا المجال؛ وكان من الناس المشهود لهم بالخير والصلاح، مشيراً إلى أن الرقية الشرعية هي من الأخذ بالأسباب التي أمرنا بها وليست بشيء الجديد الذي استحدث في وقتنا الحاضر، بل هي من الأمور التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها في أكثر من واقعة، وما حصل من تراجع المسلمين عن دينهم إلا قليلاً ممن أنجى الله تعالى منهم، وكان من ضمن ذلك التراجع الابتعاد عن (مجال الرقية)، والخجل من التداوي بها. وأضاف انه برجوع بعض المسلمين إلى دينهم وإلى مجال العلاج بالقرآن الكريم خطو به خطوات كبيرة آتت ثمارها وجلبت معها العجائب وقدمت الشفاء التام؛ حينما عجز الطب الحديث عن إيجاد العلاج الناجع لها ولعل التجربة الرائدة التي بدأت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالعلاج بالقرآن الكريم وأخذت تنمو قليلاً، حيث تلقاها الأطباء بنظرات الذهول والاستغراب، ثم تحولت تلك النظرة إلى القبول والتأييد خاصة النتائج التي قدمتها الرقية في مجال أمراض السرطان، فوجد الجميع العجب العجاب في الشفاء التام حينما توقف الطب مكتوف اليدين فكان تخصيص قسم خاص لأولئك الرقاة بداخل المستشفى أمراً لا بد منه وخطوة حكيمة من قلوب مؤمنة تجمع الجهد البشري مع الشفاء الرباني. تنظيم الرقية والرقاة وطالب الجوير بأن يكون هناك تنظيم للرقية الشرعية، وذلك عن طريق إنشاء مراكز متخصصة تشرف عليها الحكومة تعمل جنبا إلى جنب مع الطب الحديث بعد أن ثبت أن للرقية دوراً كبيراً في شفاء الإنسان من أمراض مستعصية بعد الله عز وجل وخاصة (مرض السرطان).. وهناك حالات كثيرة قد مرت علينا سواء من أمراض السرطان أو من الأمراض التي لم يجد الطب لها تفسيراً وانتهت بالشفاء التام ولله الحمد، حيث إن الراقي إنما هو سبب بعد الله سبحانه وتعالى. سبب للشفاء ويضيف راشد الخالدي -مؤذن في أحد جوامع الجبيل وراق شرعي– أن الأثر من العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية لدى كثير من المرضى أمر ملموس في الكثير من الحالات التي قرأ عليها القرآن ومن الله عليهم بالشفاء والعلاج بالقرآن واضح بالدليل في قوله تعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "، مشيراً إلى أن الرأي المطالب بإنشاء أقسام للرقية الشرعية في المستشفيات رأي صائب ويؤيده الكثير من الرقاة، خاصة إذا كانت تعمل جنباً إلى جنب مع الأطباء وبما لايتعارض مع طبيعة كل منهما ولكن الشيء الذي لابد أن يؤمن به الجميع هو ان الراقي لا ينفع ولا يضر إنما يشاء الله أن يجعله سبباً للشفاء عند قراءة القرآن الكريم عليه، مشدداً على أهمية أن يكون هناك تنظيم لعمل الرقاة من خلال الترخيص والتنظيم والمراقبة والمحاسبة. إشراف حكومي ويؤيد ظافر العمري الذي يعمل في مجال الرقية الشرعية بتبوك منذ أكثر من عشرين عاماً إقامة عيادة للرقية الشرعية في المستشفيات؛ ولكن بوجود عدد من الضوابط أهمها؛ إعداد المكان المناسب داخل المستشفى واختيار المعالجين المشهود لهم بالصلاح والتقوى؛ والذين لديهم خبرة طويلة في العلاج وخبرة في معرفة الأمراض النفسية والذين يؤمنون بها ولا ينكرونها واختيار الأطباء الذين يؤمنون بوقوع المس والحسد والسحر حتى يكون بينهم وبين المعالجين تعاوناً بناء، وأن يكون هناك جهة مسئولة مشرفة على العلاج بالقرآن داخل المستشفيات مثل الشؤون الإسلامية ووزارة الصحة، وتقوم بمتابعة المعالجين وتقييمهم ضمن تلك الشروط والضوابط التي تم إعدادها من قبل الجهات المختصة.. كشف "الدخلاء" ويقدم منير محمد عرب المعالج بالرقية الشرعية، دراسة لمشروع قام برفعها إلى الجهات المسؤولة؛ لتنظيم عمل الرقية الشرعية، ومحاولة القضاء على الغش الذي انتشر في الوقت الحاضر في هذه المهنة بهدف الكسب المادي غير الشرعي، ومن أهم ملامح هذه الدراسة التي قدمها أن ينشأ في كل منطقة من مناطق المملكة "مصحة قرآنية" يجتمع فيها كل من وهبه الله قدرة المعالجة بالقرآن الكريم، بالإضافة إلى فتح أقسام في المستشفيات للرقية الشرعية وذلك لتزايد الحاجة الملحة للرقية الشرعية والاستشفاء بكلام الله عز وجل، وما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار يشفي الله بها كثير من الأمراض، ومع كثرة المدعين في هذا المجال المستغلين لحاجات الناس، وانتشار أعداد كبيرة من "الدخلاء" فيها؛ منهم من لا يعلم من الرقية إلا اسمها، وانتشار السحرة والمشعوذين وفضائيات السحر بما فيها من سوء وشر مستطير على الأمة، وكان لابد من وجود مثل تلك المراكز المهمة. نموذج المشروع وأضاف انه على مدى السنوات العشرين التي مارست بها العلاج بالرقية الشرعية تبلورت في ذهني فكرة مشروع عبارة عن إنشاء مستشفى للعلاج بالقرآن والرقية الشرعية والطب النبوي الثابت عن سنة خير الأنام النبي المصطفى، بما في ذلك استخدام العسل والحبة السوداء وماء زمزم وكل ماله صلة بالطب النبوي. ويقوم هذا المشروع المقترح على إنشاء مستشفى في مدينة جدة يجتمع فيه المعالجون الثقات والمعروفون بالاعتقاد الصحيح والنهج القويم ومنهج السلف الصالح، والمشهود لهم كذلك بالخبرة والدراية في علاج الناس علاجاً صحيحاً حتى نسلم من الخرافات والبدع. و أهم ما يتميز به المشروع الصبغة الشرعية والقانونية من حيث الانضباط والتقيد، بحيث يقوم تحت إشراف وزارة الداخلية إشرافاً مباشراً مع الاستعانة ببعض العلماء وطلبة العلم الأكفاء والمعاصرين المتفهمين لفقه الواقع الذي نعيش فيه والتغيرات وحاجات الناس، بحيث يغلبون مصلحة المريض المسلم على أي أمور أخرى ما لم يكن ذلك مخالفا لكتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشرف على هذا المشروع تنفيذياً لجنة مشكلة من ممثلين من كل من وزارة الشؤون الإسلامية والصحة والطب النفسي ووزارة الداخلية (واثنين من الرقاة الموثوق في علمهما) وعضوين من هيئة كبار العلماء وممثل عن الإمارة، بحيث تقوم هذه اللجنة بمتابعة أعمال المستشفى ورفع تقاريرها وكل ما يتعلق بها إلى وزارة الشؤون الإسلامية. واشار إلى أن إقامة مثل هذا المشروع سيكون نواة جديدة في المملكة، بحيث تكون المملكة سباقة في هذا المجال؛ وخاصة أن ثقة الناس في أهل هذا البلد وعلمائه كبيرة، مما سيكون له أكبر الأثر في إنشاء عدد من هذه المستشفيات في جميع مدن المملكة وتنقل الرقاة بين مدن المملكة لتعم الفائدة على الجميع. تنظيم الرقاة وأوضح الراقي منير عرب بأن من أهداف هذا المشروع الكبير هو جمع الرقاة تحت مظلة الحكومة والإشراف عليهم عن كثب، ويصبح المستشفى مكاناً معروفاً لكل من يحتاج إليه، ومن أهداف المشروع الرئيسية ما يلي: وضع الرقية الشرعية وكذلك الرقاة الثقات المشهود لهم في إطار رسمي تحت رعاية الدولة، والمساهمة في إغلاق جميع أبواب الدجل والشعوذة والسحرة والكهان ومن على شاكلتهم، إلى جانب إغلاق الباب على كل مستنفع أو مستغل من المعالجين المنتشرين انتشاراً لم يسبق له نظير، كذلك إيجاد مبنى خاص يجمع فيه الرقاة الشرعيون بدلاً من تفرقهم في داخل المناطق السكنية وما يترتب عليه من كثرة الأعداد من المراجعين التي ترتاد أماكنهم مما يسبب الزحام وانزعاجا للجيران، إضافة إلى سرعة ودقة تقييم أداء الرقاة عن كثب من قبل اللجان المراقبة المشكلة، وإغلاق الكثير من مقار الرقية الشرعية التي تمارس عملها بمخالفات شرعية وقانونية بعيدا عن أعين الرقابة، وإيجاد الفرص السانحة لمن أراد أن يتدرب تحت أحد الرقاة الرسميين، وعند تزكيته واختباره من الممكن أن يصبح أيضا أحد الممارسين للرقية في المستشفى نفسه، ومن الأهداف أيضاً إيجاد كادر من الرقاة المتدربين للذهاب إلى المنازل لرقية من لا تسمح لهم الظروف من ذوي الحالات الخاصة بزيارة هذا المستشفى، إلى جانب قيام هؤلاء الرقاة بزيارة المستشفيات الطبية العادية للرقية على المرضى وهم بأعداد كبيرة، وكثيراً ما يلح أقاربهم بأن يأتي الرقاة إليهم للقراءة عليهم، وعندما يكون الرقاة رسميون تابعون للحكومة فإنه لا تحدث خلافات بين الأطباء والرقاة كما يحدث حالياً. أقسام المشروع وينقسم المستشفى إلى ثلاثة أقسام:القسم الأول: قسم خاص للعلاج بالرقية الشرعية، ويحتوي على قاعات خاصة للرقية الشرعية، وصيدلية لتوزيع الماء والزيت المقروء فيه والعسل والحبة السوداء وغير ذلك من العلاجات المستخدمة في الرقية الشرعية، بالاضافة الى مستودعات لتخزين قوارير الماء والزيت والذي يأتي كتبرعات من أهل الخير، وصالة لإلقاء المحاضرات والمؤتمرات بحضور كبار العلماء والمختصين من أرجاء المملكة، لالقاء المحاضرات وتعليم الناس بالطرق الشرعية في العلاج بالرقية الشرعية. أما القسم الثاني فهو قسم خاص للعلاج بالطب النفسي ويعمل فيه أطباء نفسيون يقرون بأن العين والسحر والمس من الأمراض التي تصاب بها الأنفس البشرية، بحيث يتحقق بذلك تعاون وتكامل بين الفريقين "الرقاة الشرعيون والأطباء النفسيون"، ليصب ذلك كله في مصلحة المريض والذي أصبح يعاني من الفريقين لاختلاف وجهات النظر بينهما، على أن تهيأ لهؤلاء الأطباء متطلباتهم من عيادات للكشف على المرضى، وصيدليات وغرف للتنويم السريري المؤقت، وبعدها يحال المريض إذا اقتضى الأمر إلى مستشفيات الطب النفسي المتخصص لاستمرار العلاج ومتابعة الحالة. كما يكون هناك قسم ثالث خاص بالعلاج بالحجامة وذلك بانشاء وحدة متكاملة للحجامة وتحت إشراف متخصصين أكفاء حتى نسيطر على العبث الموجود في هذا المجال، و كذلك لتطبيق هذه السنة النبوية الضائعة، والتي دخل فيها من يعلم ومن لا يعلم، حتى أن بعضهم أصبح يدجل على الناس بالحجامة من ادعاء بعضهم بأن هذا مصاب بعين وذاك مصاب بسحر والآخر مصاب بمس تبعا للون الدم الخارج من المريض وما إلى ذلك من الأمور الغيبية.