أسفرت جهود الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن إعادة طفل فلسطيني إلى أحضان والدته بالطائف بعد أن عذبه والده "طليق والدته" المقيم في المدينةالمنورة؛ حيث كان الطفل يسكن معه بموجب التزام شرعي بناءً على صك صادر من المحكمة الشرعية. وتعود تفاصيل الواقعة إلى خلاف أسري تسبب في طلاق زوجين فلسطينيين وقع ضحيته ابنهما "9 سنوات"، ثم استقرت والدته في محافظة الطائف مع مطالباتها المحكمة بحضانة طفلها، لكن القاضي أمر بأن تكون الحضانة لوالده الذي اصطحبه معه إلى المدينةالمنورة، على ألا يمنعه من زيارة والدته. وقد تعثر الطفل دراسياً بسبب ذلك التشتت، وفي آخر زيارة له لوالدته مطلع إجازة عيد الأضحى المبارك فوجئت بآثار عنف واضحة على جسده متمثلة في جروح من سلك كهربائي وكَيْ وخلافه، وقد أفادها ابنها بأن والده هو مَنْ عذّبه وعنّفه؛ فجُنّ جنون الأم، وتقدمت بشكوى للشرطة ضد طليقها، الذي استدعته وأخضعته للتحقيق؛ فاعترف بما نُسب إليه من تعنيف، معللاً ذلك بأنه من باب التأديب. ولم تصمت والدة الطفل المُعنف؛ فقدمت شكواها للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ممثلةً في فرعها بمحافظة الطائف، وتسلّم الشكوى ممثل الجمعية عادل بن تركي الثبيتي، الذي بذل جهوده بعد صدور التوجيه من المحكمة بالتقيد بما ورد بالصك الشرعي بأن تبقى حضانة الطفل عند والده، وتوصل إلى توثيق رسمي يكفل عودة الطفل إلى أحضان والدته من خلال تنازل خطي رسمي من والده يسمح لها بذلك. كما ساهم الثبيتي في إلحاق الطفل بإحدى المدارس الحكومية ليكمل دراسته المتعثرة بالصف الرابع الابتدائي. وأعربت والدة الطفل عن شكرها وتقديرها للدور الذي قامت به "حقوق الإنسان" الذي ساهم في عودة ابنها إلى أحضانها بعد أن افتقدته فترة طويلة. يُذكر أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان حققت نتائج إيجابية في عقد جلسات صلح مُشابهة، كما ساهمت في حل الكثير من القضايا الأسرية العالقة بخلاف القضايا الأخرى التي وُجدت طرفاً رئيسياً بها.