كشفت عمليات بيع غير نظامية للحوم وصناديق ورقية (كراتين) تخص مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي في سوق تجارية في المدينةالمنورة، والتي يشرف على توزيعها البنك الإسلامي للتنمية. ووجه رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي في اجتماع عاجل البارحة الأولى في جدة، على ضوء عمليات بيع لحوم الأضاحي والهدي غير النظامية والمخصصة للفقراء والمحتاجين، تشكيل لجنة للتحقيق تعمل تحت مظلة إمارة منطقة مكةالمكرمة. وأوضح مدير الخدمات الإدارية في البنك رحيمي أحمد رحيمي أن اجتماعا عاجلا عقد برئاسة الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية للتباحث حول موضوع تسرب اللحوم، مشيرا إلى صدور توصيات بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق تعمل تحت مظلة الإمارة تتابع القضية عن قرب وإيفاد مندوب إلى المدينةالمنورة؛ للوقوف على موقع السوق التجارية التي شهدت الواقعة. وتمكن مندوب للبنك الإسلامي للتنمية من ضبط عمليات بيع كراتين مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي داخل سوق تجارية شرقي المدينةالمنورة، إثر محاولة عمالة السوق بيعه كراتين ولحوما كونه بدا أمامهم على هيئة زبون. ورفضت أمانة المدينةالمنورة استلام المضبوطات من لحوم وكراتين، رغم تحريرها محضرا حول الواقعة، إذ برر مندوب الأمانة رفضه لعدم وجود تعليمات تنص على التعامل مع هكذا حالات. ورافقت مندوب البنك الإسلامي للتنمية في جولته التفتيشية السرية على السوق التجارية التي توافرت المعلومات حول نشاط عمالة داخلها تعمل على بيع كراتين مشروع المملكة للإفادة من لحوم الأضاحي والهدي عن طريق الصحيفة التي نقلت المعلومات إلى البنك، لكن المفاجأة كانت بيع أكياس من لحوم الأضاحي المخصصة للفقراء وكصدقة من القادرين. وعند دخول مندوب البنك محمد الحازمي توجه مباشرة إلى القسم المخصص لبيع اللحوم بحجة الشراء، وفاجأه أحد العمالة الموجودة داخل السوق بعرض كميات اللحوم الموجودة داخل السوق التجارية داخل كراتين كتب عليها «مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي». وحين سأل مندوب البنك عن سعر الكيلو، أجابه العامل بأن السعر 15 ريالا، وعندما طلب المندوب الحصول على كرتون كامل رفض العامل، وأخبره أن السوق لا تبيع الكرتون كاملا بل كمية محدودة. وبعد التأكد من عمليات البيع المباشرة أبرز مندوب البنك بطاقة شخصيته الوظيفية، وبدأ بإجراءات التحفظ على كميات الكراتين واللحوم الموجودة داخل الثلاجات، ورصد الواقعة، والاتصال على الجهات المعنية لإعداد التقرير النهائي. وبعد ضبط الواقعة حاول عدد من العمالة إنكار عمليات البيع، وأن هذه اللحوم تخص عددا من الأصدقاء الذين لا يملكون ثلاجات في منازلهم، وتجمع عدد من العمالة حول مندوبي البنك والأمانة محاولين التأثير على عمل اللجنة بالاتصال على مالك السوق التجارية، والشخص الذي أحضر الكراتين. بدوره، دحض مالك السوق التجارية ادعاءات العمالة، وعدم علمه عن وجود هذه اللحوم داخل الثلاجات الخاصة، واستغرب في الوقت نفسه كيفية وصولها، وتوعد بمحاسبة المسؤول عن البيع. يشار إلى أن مصادر ل«عكاظ» أوضحت أن مركزا تجاريا لبيع المواد الغذائية شرقي المدينةالمنورة امتهن بيع لحوم تصدرها إدارة البنك الإسلامي للتنمية ضمن مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي. وأوضح مواطن (فضل عدم الكشف عن اسمه) أنه لاحظ أثناء تواجده أمام المركز التجاري عددا من العمالة الآسيوية تتبع المركز، تعمد إلى إفراغ حاويات كرتونية كتبت عليها عبارة (يوزع مجانا ولا يباع)، لتستخرج منها اللحوم، ثم تعيد تعبئتها في حاويات بلاستيكية وتحفظها في ثلاجات المركز بهدف عرضها للبيع على الزبائن.