ستكون الانظار شاخصة اليوم على ملعب «سانتياجو برنابيو» الذي يحتضن موقعة ال»كلاسيكو» بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وضيفه برشلونة في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الاسباني لكرة القدم. الفارق بين الفريقين بالدوري إلى ألان هو (3) نقاط يتقدم بهم ريال مدريد عن مطارده المباشرة، لكن برشلونة لعب (15) مباراة مقابل (14) للفريق الابيض، ما يعني ان فوز ريال مدريد سيوسع الفارق إلى (6) نقاط، ممكن ان يصل الى (9) نقاط بعد ان يتساوى الفريقين في عدد المباريات الملعوبة، وهو فارق كبير إذا وصل له الفريق الابيض سيكون قد وضع قدماً بالفعل على منصة التتويج باللقب الاسباني إذا ما واصل بهذا الأداء المبهر والمذهل لطالما اعتبرت موقعة «كلاسيكو» الدوري الاسباني المواجهة الاهم اوروبيا على صعيد الاندية وحتى عالميا نظرا الى الخصومة التاريخية بين الناديين ونظرا الى مستوى النجوم التي يضمها كل منهما، وبالتالي لن تكون مواجهة اليوم على ملعب النادي الملكي مختلفة عن سابقاتها من حيث الاهمية، خصوصا لبرشلونة الذي سيسعى جاهدا لتأكيد تفوقه على ريال في معقله من اجل المحافظة على اماله في الاحتفاظ باللقب كونه يتخلف حاليا بفارق ثلاث نقاط عن مضيفه وهو لعب ايضا مباراة اضافية مقدمة من المرحلة السابعة عشرة بسبب مشاركته في كأس العالم للاندية. ولن تكون مهمة النادي الكاتالوني هذه المرة سهلة امام ريال مدريد الساعي الى الفوز على غريمه في «سانتياجو برنابيو» للمرة الاولى منذ 7 ايار 2008 حين تغلب عليه 4-1، والى فك عقدته امام «بلاوجرانا» لانه لم يفز عليه سوى مرة واحدة منذ 2008 وكانت في نهائي مسابقة الكأس المحلية الموسم بعد التمديد بهدف للبرتغالي كريستيانو رونالدو. ومن المؤكد ان ريال مدريد سيرفع شعار الثأر في المباراة بعد ان ودع الموسم الماضي الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا على يد النادي الكاتالوني بالخسارة امامه في مدريد 0-2 ذهابا قبل ان يتعادلا ايابا في «كامب نو» 1-1، ثم استهل الموسم الحالي بخسارة اخرى امام غريمه وكانت في مسابقة كأس السوبر المحلية (2-2 ذهابا و2-3 ايابا). وتبدو الفرصة سانحة امام ريال من اجل استرداد اعتباره من فريق المدرب جوسيب جوارديولا اذا يمر ال»ميرينجيس» بفترة رائعة جدا، كما ان النادي الكاتالوني يعاني هذا الموسم خارج قواعده اذ لم يخرج فائزا سوى مرتين في ست مباريات وبنتيجة هزيلة 1-0. ويدخل ريال مدريد الى هذه المواجهة وهو يبحث عن فوزه السادس عشر على التوالي في جميع المسابقات وذلك بعد ان تمكن مدربه الفذ البرتغالي جوزيه مورينيو الاربعاء في التفوق على انجاز ميجيل مونيوز بعد ان قاده لفوزه الخامس عشر على التوالي وجاء على حساب اياكس امستردام الهولندي وبتشكيلة رديفة 3-0 في الجولة الاخيرة من منافسات الدور الاول لمسابقة دوري ابطال اوروبا. وهذه المرة الاولى التي يصل فيها ريال مدريد الى 15 فوزا متتاليا منذ موسم 1960-1961 عندما حقق ذلك بقيادة لاعبه السابق مونيوز. وشملت سلسلة الانتصارات التي حققها ريال مدريد 10 على التوالي في الدوري و5 في مسابقة دوري ابطال اوروبا وبدأت السلسلة في 24 ايلول الماضي امام رايو فاليكانو (6-2) وتضمنت 39 هدفا محليا (من اصل 49 هدفا في 14 مباراة) و18 هدفا اوروبيا. ويأتي هذا الانجاز الجديد لمورينيو بعد ان حطم في 19 الشهر الماضي رقمه القياسي الشخصي من حيث عدد الانتصارات المتتالية وذلك بعد ان تمكن فريقه من الفوز على مضيفه فالنسيا (3-2) في الدوري المحلي، مسجلا حينها فوزه الحادي عشر على التوالي في جميع المسابقات، ما سمح للمدرب البرتغالي في تحطيم رقمه الشخصي (10 انتصارات متتالية) الذي حققه خلال موسم 2002-2003 مع فريقه السابق بورتو. وسيكون الانتصار السادس عشر على التوالي، ان تحقق، ثمينا جدا لمورينيو وريال مدريد لانه سيكون على حساب الغريم التقليدي، وقد تحدث البرتغالي عن وضع فريقه قبل موقعة ال»كلاسيكو»، قائلا «اصبحنا اكثر ثقة وافضل من الموسم الماضي. انا سعيد للغاية مع اللاعبين، لقد لعبنا بشكل جدي لتحقيق الفوز، نحن نقوم بعمل جيد جدا». وتابع «هذه هي المرة الاولى التي نحقق فيها ستة انتصارات بالبطولة (دوري ابطال اوروبا)، خضنا حتى الان 18 مباراة وخسرنا واحدة فقط وسط ظروف غير عادية». واكد مورينيو ان الاحصاءات لا تعني له الكثير، مضيفا «اذا اسعفتني ذاكرتي جيدا، فنحن خسرنا الموسم الماضي امام برشلونة بعد ايام من مواجهتنا لاياكس، لكن كرة القدم تحمل الكثير من المفاجات ولا يمكنك ان تتنبأ ابدا بالنتائج الا اننا الان اكثر ثقة واكثر سيطرة وافضل من الموسم الماضي». وكان ريال مدريد تغلب على اياكس امستردام على ملعب الاخير ايضا برباعية نظيفة في 23 تشرين الثاني 2010 ثم خسر امام برشلونة بعد ستة ايام بخماسية نظيفة في «سانتياجو برنابيو». ومن جهته، طالب جوارديولا مشجعي النادي الكاتالوني الاوفياء بمؤازرة الفريق حتى النهاية، مشددا على ضرورة «المحافظة على الهدوء» طيلة ما تبقى من الموسم وان على مشجعي النادي البقاء الى جانبه وعدم هجره «لان اللاعبين لا يستحقون هذا الامر بسبب الانجازات الكبيرة التي قدموها للنادي». وحول ما اذا كان سيلعب بثلاثة مدافعين امام ريال مدريد، اجاب جوارديولا: «اللعب بثلاثة مدافعين امر جيد اذا كنت مسيطرا على اللقاء، لكن اذا لم تكن كذلك فالوضع سيكون صعبا ليس فقط ضد ريال مدريد بل ضد اي فريق اخر في العالم. التحدي يتمثل بجعل الفريق الاخر خاضعا لك وان تستحوذ على الكرة بشكل مريح من اجل ان نتمكن من الانطلاق نحو الهجوم. لكن ضد ريال مدريد سيكون من المستحيل تقريبا ان نجعلهم يرضخون لنا لفترة طويلة من الزمن». واراح العملاقان الاسبانيان غالبية نجومهم الكبار في مباراتيهما خلال منتصف الاسبوع ضمن مسابقة دوري ابطال اوروبا بعد ان ضمنا تأهلهما الى الدور الثاني وتصدرهما لمجموعتهيما، الا ان ذلك لم يمنعهما من الخروج فائزين بنتيجة واحدة 3-0 على باتي بوريسوف البيلاروسي واياكس امستردام الهولندي. ورأى نجم وسط برشلونة تشافي هرنانديز ان ريال مدريد سيسعى الى الفوز على فريقه باعتماد طريقة النادي الكاتالوني، وليس على غرار الموسم الماضي. وقال تشافي المرشح مجددا لنيل جائزة افضل لاعب في العالم، لصحيفة «ماركا» الاسبانية: «انتقدت العام الماضي طريقتهم الدفاعية على ارض الملعب، لكن هذه السنة اتوقع، بحسب ما رأيناه في مسابقة الكأس السوبر، انهم يريدون الفوز علينا من خلال طريقة لعبنا، وليس على غرار الموسم الماضي». وكان الفريق الملكي تخلى في مسابقة كأس السوبر عن خطته الدفاعية التي اعتمدها في مباريات الكلاسيكو لموسم 2010-2011، حيث اتهم المدافع البرتغالي بيبي بتدمير طريقة لعب البلاوجرانا. وتابع تشافي (33 عاما): «يلعبون جيدا ويعيشون سلسلة انتصارات ويتقدمون علينا 3 نقاط ومباراة أقل. ترتيبهم أفضل، لكن مباريات الكلاسيكو لا علاقة لها بالترتيب». وتتجه الانظار كالعادة الى المواجهة المرتقبة بين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين يتصدران ترتيب الهدافين ولكل منهما 17 هدفا حتى الان، وسيسعى كل منهما جاهدا لمنح فريقه الفوز في الفصل الاول من «كلاسيكو» هذا الموسم، خصوصا ان الاحصائيات صبت في المواسم السبعة الاخيرة في مصلحة الفريق الذي يفز في المواجهة الاولى بين الفريقين خلال الموسم، اذ تمكن لاحقا من الفوز بلقب الدوري. وسيأمل ميسي الذي يعاني هذا الموسم خارج «كامب نو» حيث اكتفى بهدف واحد من اصل 17 سجلها في الدوري هذا الموسم، ان يواصل تألقه في «سانتياجو برنابيو» حيث سجل سبعة اهداف للنادي الكاتالوني في زياراته الخمس الاخيرة الى معقل غريمه الملكي، واستمتاعه باللعب امام الاخير كونه سجل 13 هدفا في 15 مباراة خاضها امامه. ويأمل ميسي ان يحقق انجازا فرديا في المباراة ويتمثل بتسجيله في مرمى ريال للمباراة الثالثة على التوالي، علما بان النجم الارجنتيني لم يغب عن اي «كلاسيكو» منذ ان تولى جوسيب جوارديولا الاشراف على برشلونة (لعب 1359 دقيقة ضد ريال). وكانت موقعة ال»كلاسيكو» الاولى لميسي قبل ستة اعوام، في تشرين الثاني 2005، عندما تمكن برشلونة بقيادة مدربه الهولندي فرانك رايكارد من الفوز على ريال في عقر داره بثلاثية نظيفة سجلها الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي رونالدينيو (هدفان). وفي الجهة المقابلة، يأمل رونالدو ان يكون قد فك فعلا عقدته التهديفية امام برشلونة بعد ان نجح الموسم الماضي بتسجيله هدفه الاول في مرمى «بلاوجرانا» وكان هدف التعادل 1-1 من ركلة جزاء في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري، قبل ان يضيف هدفا ثانيا غاليا جدا في الدقيقة 103 من نهائي مسابقة الكأس. وستفتتح المرحلة اليوم بمباراة قوية اخرى تجمع ليفانتي الرابع باشبيلية الخامس حيث سيسعى الاول الى تناسي هزيمته القاسية امام برشلونة (0-5) في المرحلة السابقة، فيما يبحث الثاني عن فوزه الثالث على التوالي من اجل ازاحة مضيفه عن المركز الرابع والبقاء من فالنسيا الثالث الذي يحل غدا ايضا ضيفا على بيتيس الجريح. وفي المباريات الاخرى، يلعب غدا رايو فاليكانو مع سبورتينج خيخون، وفياريال مع ريال سوسييداد، وخيتافي مع غرناطة، وملقة مع اوساسونا، وريال سرقسطة مع ريال مايوركا، واتلتيك بلباو مع راسينج سانتاندر، واسبانيول مع اتلتيكو مدريد. الإحصاءات والارقام عبر التاريخ : لقاءات الليجا : التقى الفريقين في الدوري الإسباني 162 مرة، حقق فيها ريال مدريد الفوز في 68 وتعادل الفريقين في 31 لقاء، فيما فاز برشلونة 63 مرة، وتفوق الفريق الملكي بعدد الأهداف المسجلة بعدما استطاع هز شباك الفريق الكاتالوني 259 مرة، فيما اهتزت شباكه 252 مرة. كأس الملك : في مسابقة كأس الملك، تواجه الفريقين 29 مرة، فاز فيها برشلونة ب14 مرة مقابل 10 مرات لصالح ريال مدريد وتعادل الفريقان في 5 مواجهات، وسجل الفريق الكاتالوني 59 هدفاً مقابل 56 للفريق الملكي. كأس السوبر الإسبانية : تواجه الفريقان في البطولة 10 مرات، فاز ريال مدريد في 5 لقاءات، وخسر 3 وتعادل الفريقين مرتين، وسجل ملوك مدريد 21 هدفاً مقابل 13 لبرشلونة. دوري أبطال أوروبا: التقى الفريقان في دوري أبطال أوروبا 8 مرات، حقق فيه ريال مدريد الفوز في 3 مرات، مقابل هزيمتين و3 تعادلات، وسجل 13 هدفاً واهتزت شباكه 10 مرات. وبهذا يكون مجموع مواجهات الفريقين في كل البطولات 215 مواجهة، فاز ريال مدريد ب86 مرة، مقابل 84 لبرشلونة، و45 تعادلاً، وسجل الميرينجي الملكي 354 هدفاً مقابل 347 للبلوجرانا الكاتالوني. أفضل الهدافين في الكلاسيكو : سجل الأرجنتيني الفريدو دي ستيفانو لاعب ريال مدريد 18 هدفاً في لقاءات الفريقين، يليه راؤول جونزاليس لاعب ريال مدريد ب 15 هدفاً ، فيما حل ثالثاً سيزار من برشلونة ب14 هدفاً ثم ميسي من برشلونة ب13 هدفاً.