شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ في فعاليات مؤتمر "الأزهر في مواجهة التطرف و الإرهاب"، الذي بدأ أعماله صباح الأربعاء بالقاهرة بمشاركة نحو 600 من القيادات الدينية والخبراء في أكثر من 120 دولة. وألقى فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الأديان؛ كلمة في افتتاح المؤتمر، في حضور فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، وأعرب في مستهلها عن تقدير مجلس إدارة المركز للمشاركين في أعمال المؤتمر، معربًا عن أمله الخروج بنتائج وتوصيات فاعلة لمكافحة آفة الإرهاب والتطرف التي أصبحت تهدد الأمن والاستقرار في كثير من دول العالم. وقدم "ابن معمر" شرحًا شاملاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتبني الحوار بدلاً من صراع الحضارات. وشدد في كلمته على ضرورة معرفة الأسباب التي تؤدي إلى صناعة التطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية، سواء كانت دينية أو سياسية، وفي مقدمتها النظرة الأحادية في فهم أحكام الدين، والتصور الاحتكاري الذي يزعم حيازة الحقيقة الواحدة حقًّا مطلقًا في الفهم. ولفت بن معمر إلى مخاطر التنظيمات الإرهابية التي تتلبس بلباس الدين أو السياسة وتعتنق منظومة متطرفة من التصورات والاعتقادات حيال كل من يخالفونه؛ ما ترتب على ذلك فساد عظيم وتدمير كبير وإهدار لحقوق المسلمين وغير المسلمين من قتل وتهجير. وأكد أن من أسباب صناعة التطرف أيضًا، السياسات الخاطئة التي تقوم على منطق القوة وتغييب العدالة، وتتعاطى مع القضايا بمنطق القوة لا الحق، وهو ما استغله المتطرفون ذريعةً لممارسة تطرفهم وإرهابهم بحجة الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة، بالإضافة إلى قصور المعالجات في التعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف واقتصار كثير منها على الجوانب الأمنية دون أن يصاحبها تصحيح للفكر عبر الحوار وخطط إعادة التأهيل والاندماج وغيرها من الوسائل ضمن رؤية شاملة تهدف إلى استئصال التطرف عبر منهجيات معرفية هادفة وآليات موضوعية بناءة.