في كلمته بمؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب، قال مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبدالله للحوار الدكتور فيصل بن معمر، خلال المؤتمر، إنه "نظرا لما يشهده العالم العربي من صراعات مؤلمة، كان لا بد من عقد هذا المؤتمر لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى صناعة التطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية دينية كانت أو سياسية"، مشيرا إلى أن "مؤتمر الملك عبدالله للحوار، الذي عقد الشهر الماضى في فيينا، أسهم بشكل كبير في القضاء على الفتن الطائفية التي تعاني منها بعض البلاد العربية". وأضاف فيصل أن "هناك جماعات متطرفة تتلبس بالدين تارة والسياسة تارة أخرى، وتستخدم من الدين والسياسة ستارا لفعل ما يحلو لها، ومن أهم أسباب صناعة التطرف، السياسيات الخاصة التي تتعامل مع القضايا بالقوة لا العدل، فكان ذلك ذريعة للجماعات الإرهابية التي تدعي القيام بالإرهاب للدفاع عن قضايا المسلمين، فضلا عن النظرة الأحادية للدين ومعارضة كل من يخالف الرأي". وطالب فيصل بضرورة نشر الوعي السليم للمفاهيم التي يتبناها المتطرفون، مضيفا أن "أخطر مفهوم استخدمه المتشددون وجعلوا منه سببا لإزهاق الأرواح هو مفهوم التكفير الذي له معايير شرعية، ومن أهم المعايير التي ينبغي القيام بها، هو الحوار مع الغلاة والمتطرفين لتبيان زيف فكر التطرف وإظهار خطئه أمام الناس بحجج دامغة للقضاء على حجج المتطرفين الواهية في فهم الإسلام". وقال فيصل إن "ظهور جماعات التطرف والكفر في العالم الإسلامي حالة شاذة وستنتهي، ولا بد من توضيح المعايير الشرعية والمعرفية للأحكام التي تشوهها الجماعات المتطرفة وتنشرها بين الناس. مبادرة خادم الحريمن للحوار لاقت ترحيبا كبيرا حتى من قبل الفاتيكان، وبناء عليها أسس مركز الملك عبدالله للحوار، بحيث سيكون له دور كبير في مواجهة فكر الجماعات الإرهابية، والمملكة العربية عملت على إيقاف النزاعات التي تحدث في أفريقيا الوسطى، وستبذل جهودا حثيثة للقضاء على النزاعات في بقية البلاد".