في حديث خاص ل "عاجل" حول ما يدور في الساحة الرياضية هذه الأيام من مناوشات إعلامية وجماهيرية يغلب عليها التعصب، قال الدكتور إبراهيم بن عبدالله الحسينان أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة المجمعة، إن الانتماء الرياضي يُشكّل أحد الانتماءات التي تميز المجتمعات المدنية في الوقت الحاضر، كما أن الشعور بالانتماء لمجموعة أو بلد أو قبيلة أو نادٍ يمثل للفرد جزءًا من الهوية الذاتية التي يحب أن يعبر عنها ويدافع عنها ويمارسها في محيطه، ولكن دائمًا ما يتم الخلط بين الانتماء الرياضي والتعصب الرياضي، فالانتماء الرياضي هو الوجه الجيد للتفوق والتميز الرياضي ويقوم على الإدراك الواعي للقدرات الحقيقية للفريق المنافس، واحترام الفريق المنافس وقدراته وكذلك احترام جماهيره، ولكن التعصب الرياضي حالة من الولاء مبالغ فيها تفقد في معظم الأحيان القدرة على النقد أو التحليل أو الموضوعية. وأوضح الحسينان أن إدراك المتعصب يختلف تمامًا عن أي شخص آخر ، فهو يفكر دائمًا في النزاع على الفوز و عدد مرات تحقيق البطولات والاهتمام المبالغ فيه بالسجل التاريخي لفريقه. ومن الخصائص النفسية التي يتصف بها المتعصب الرياضي انخفاض مستوى الثقافة العامة والثقافة الرياضية بشكل خاص، كما يتصف بالجمود في التفكير والانغلاق الفكري مع سهولة متناهية في انقياده للتوجهات والأفكار والاستنتاجات غير المنطقية. وأكد الحسينان أن المتعصب لديه خصائص نفسية منها الوهم بأنه الأكثر وعيًا وفهمًا بالجوانب الفنية والأساليب الرياضية. وأضاف أن التعايش مع المتعصب أمر صعب؛ لأنه ربما تحول إلى بركان قد ينفجر في أي لحظة، كما أن له حالة انفعالية تؤدي إلى سلوكيات خارجة عن الذوق والأخلاق والقانون. وطالب الحسينان بعدم التهاون في التصدي للتعصب لأنه قد يؤدي إلى أشكال من العنف وهدم للعلاقات الاجتماعية والإنسانية وإفساد للممتلكات الخاصة أو العامة، كما أن التعصب الرياضي لا يخدم الرياضة. واعتبر الدكتور إبراهيم بن عبدالله الحسينان أن المشهد الرياضي السعودي فيه الشواهد ما يدل على وجود التعصب الرياضي خصوصًا بين مشجعي فرق كرة القدم؛ مما يحتم على المسؤولين أخذ الأمر على موضع الجد للتعامل معه بالشكل الذي يحفظ لهذا المجال المهم والحيوي مكانته وكي يحقق رسالته وأهدافه المنشودة؛ لذا يجب على متخذ القرار التصدي للتعصب وإعادة صياغة الرياضة السعودية من جديد بتتبع الخلل وتقويمه وتعديله، والاهتمام بالإعلام الرياضي وتكريم المستحقين ومحاسبة المقصرين، مع التزام الجميع بالميثاق الرياضي الأخلاقي.