التعصب الرياضي سيئ ومقيت، فهو سبب لفقدان المتعة والإثارة عند مشاهدة مباريات كرة القدم، فتتعجب عندما تشاهد هذا التعصب من البعض وما يحدث منه من تصرفات غريبة لا تليق بعمره وثقافته فلا يبالي في عدم احترامه للفريق الخصم، إذ إنه لو لم يكن هناك فريق منافس لما كان هذا الاستمتاع بمشاهدة المسابقات الرياضية.. إذاً لماذا هذا التعصب ونظرة الاستحقار؟ لماذا هذه النظرة الدونية والازدراء؟ لماذا كثرة اللعن والقذف بأوصاف غير لائقة؟ لماذا هذه الجراءة في استخدام الألفاظ البذيئة؟ إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، إلاّ أن المشاهد عكس ذلك فتسمع وتشاهد ألفاظاً وصوراً قبيحة للتعصب من انتقاص للفريق الخصم وفي الغالب أيضاً تكون ردود الفريق الخصم بالمثل وتزيد أحياناً!! وقد قيل في المثل «كثرة المزاح تولّد البغضاء» فما بالك بمن يتصف بتلك الصفات ومُطلق العنان للسانه بغير حسيب أو رقيب، فالمؤسف حقاً أن الأبناء يقلدون آباءهم في كثير من المواقف السلبية ومنها هذا التعصب الذي لا ينتج من ورائه إلاّ تصرفات مليئة بالانفعالات تصل إلى الحنق والعداوات والتعب النفسي؟! وكل ذلك من أجل مساندة فريق يميل إليه، وكان الأولى ترك تلك المهاترات التي تحمل الكثير من الآثام، فعالم الرياضة جميل يتسم بالإثارة والحيوية والنشاط والتنافس الشريف.. وذلك بإقامة المباريات والمسابقات والأنشطة الرياضية المختلفة داخلياً وخارجياً التي تأنس بها الجماهير ومن تلك الألعاب الممتعة «كرة القدم» لأنها ترتقي بالنفوس وتسمو بها, إلاّ أن التعصب المبالغ فيه والتطاول على الفريق المنافس والتقليل من قدره واستخدام الكلمات والصور الساخرة والمقزِّزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعند الالتقاء سواء في المجالس الخاصة أو بين أبناء الحي الواحد وأيضاً بين أفراد الأسرة الواحدة تكثر المشاحنات والاستهزاء مما تتسبب في إضعاف العلاقات الاجتماعية والقطيعة وإصابة بعض المشجعين المتعصبين بالأمراض والبعض منهم قد يلجأ إلى الاعتداء والإيذاء البدني وتخريب الملاعب والمنشآت، فالرئاسة العامة لرعاية الشباب مشكورة تسعى لنبذ التعصب الرياضي والتحلّي بالأخلاق الكريمة إلاّ أن هناك من يساهم في تعزيز شعلة التعصب الرياضي مثل: بعض تصريحات رؤساء أو أعضاء شرف الأندية أو اللاعبين وبعض مذيعي القنوات الرياضية ومن يستضيفونهم من لاعبين وإعلاميين متعصبين.......إلخ. فالمقترح أن تواصل رعاية الشباب جهودها وأنشطتها الإعلامية التوعوية في الأندية وعبر جميع الوسائل الإعلامية المختلفة للتوعية بالابتعاد عن التعصب الرياضي والتحلّي بالأخلاق الذي يحثنا عليه ديننا والتي تقوي أواصر المحبة والإخاء بين الشباب، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ مَا الْمُتَشَدِّقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ».