لا تزال أصداء واقعة التحرش الجماعي بفتاة في ميدان التحرير بالقاهرة، منذ أيام، تحظى باهتمام واسع ليس على المستوى المصري فقط، بل عالميًا، خصوصًا بعد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للضحية في أحد المستشفيات العسكرية والاعتذار لها. ووجه السيسي كلمات للضحية، قائلا: "حقك عليّ.. أنا آسف.. آسف لكل سيدات مصر.. أنا مش هاكلم وزير الداخلية.. أنا بكلم كل جندي وضابط شرطة أو جيش مصري، وكل مواطن مصري شبَّ على قيم الشهامة والمروءة، مش هنسمح بتكرار هذا الحادث". فيما خاطب الرئيس المصري رجال القضاء، قائلاً: "عرضنا ينتهك بالشوارع، وهذا لا يجوز حتى ولو حالة واحدة"، مطالبًا مؤسسات الدول ممثلة في القضاء والشرطة والإعلام وكل رجل عنده نخوة وشهامة ومروءة بالتصدي لهذه الظاهرة، مؤكدً أن الدولة ستكون في منتهى الحسم، وسيتم تنفيذ القانون بما لا يسمح بتكرار ذلك مرة أخرى. ودعا السيدة ضحية واقعة التحرش؛ لتأدية العمرة فور تماثلها للشفاء، كما استجاب لرغبتها في مرافقة والدتها لها. ووقع حادث التحرش، بينما كان يشارك ألوف في احتفالات فوز السيسي بالرئاسة، وأثار مخاوف جديدة بشأن التزام مصر بمواجهة التحرش الجنسي. "غضب محلي" وفي حادث آخر، استغل نشطاء مصريون مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، خلال الساعات الماضية، للدعوة لمسيرة لشجب التحرش الجنسي بعد القبض على سبعة رجال تحرشوا بنساء في ميدان التحرير بالقاهرة يوم الاحتفال بتولي عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية. وأقرت مصر تعديلا قانونيا الأسبوع الماضي يعاقب مرتكب التحرش الجنسي بالسجن ستة أشهر على الأقل أو بغرامة قدرها ثلاثة آلاف جنيه (420 دولارا). وأمر الرئيس الجديد بالتصدي لظاهرة التحرش الجنسي وكلف وزير الداخلية بمحاربة هذه الظاهرة. وكان قد احتُجز المشتبه بهم بعد نشر فيديو على موقع يوتيوب، الأحد، يُظهر امرأة عارية مُصابة بجراح في الفخذ وهي تُجَرّ تجاه سيارة إسعاف وسط حشد كبير أثناء الليل وهو ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا. "صاحب الفيديو" وكان المبرمج "مصري مروان عبد الناصر عرفة"، ناشر فيديو "التحرش بفتاة التحرير"، قد نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تدوينة هاجم فيها كل من انتقده، بسبب نشره فيديو التحرش. وقال المبرمج المصري: "شتمتوني؟.. ارتاحتوا؟.. اسمعوا ردي بقي: يا جدعان وربنا مش أنا اللي صورت الفيديو .. كلفوا خاطركوا واقروا شويه". وأكد مروان أن البعض وجه له الانتقادات على رفعه الفيديو بدلا من انتقاد الجريمة نفسها، قائلا: "ناس كتير برضه سابت القضية الأساسية وبقى كل همها مسح الفيديو استنكروا اإي رافع الفيديو مستنكروش جريمة التحرش نفسها". "لفتة إنسانية" وفي لفتة إنسانية منه، زار المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء "الفتاة" داخل المستشفى الذي كانت ترقد به الضحية نتيجة الإصابات التي وقعت بها. أما الضحية، فقالت في تصريح لموقع "اليوم السابع" المصري: "الرئيس السيسي قال لي هنجيبلك حقك.. تلقيت وعدًا بالعلاج على نفقة الدولة".