قال أحمد الغنام (السجين السعودي السابق في سجون العراق) إنه قضى ستة أعوام في السجن ولم يكن يخطر بباله يوما أنه سيخرج ويكون ضمن الأحياء، حتى أنه من هول ما رأى من تعذيب وانتهاكات وافق على أن يتم إعدامه هربا من الزنازين التي احتجز داخلها والتي أطلق عليها السجناء اسم "توابيت المحاجر السوداء". وأضاف السجين رقم 178758 في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق" في عددها الصادر اليوم الاثنين، أنه ألقي القبض عليه في مطلع شهر رمضان عام 1425ه بعد دخوله العراق بعدة أيام من قبل القوات الأمريكية في منطقة "القائم" الحدودية العراقية بتهمة تجاوز الحدود رغم دخوله بطريقة نظامية وبأوراق ثبوتية رسمية، ومن ثم جرى تسليمه للقوات العراقية، التي احتجزته قرابة عام دون تحقيق، تعرض خلالها لتعذيب نفسي وجسدي من ضرب وتعرية وحرمان من النوم. وتابع، أنه بعد مرور عامين على احتجازه، صدر بحقه حكم بالسجن ست سنوات بتهمة دخوله العراق بطريقة غير نظامية، حيث نقل إلى سجن سوسة وصنف هو و40 سعوديا آخرين على أنهم "وهابيون إرهابيون تكفيريون"، ولفت إلى أنه "تم وضع كل 3 أشخاص منا في غرف خرسانية مُحكمة الإغلاق لا تتجاوز مساحتها 2×3م وأرضيتها من الخرسانة القاسية التي صممت على شكل درجات سلم لكي لا نتمكن من النوم أو الجلوس عليها" حتى أطلق عليها السجناء اسم "توابيت المحاجر السوداء" نظرا لما شاهدوه داخلها من تعذيب وبشاعة. واستطرد قائلا: "كانوا يلبسون بعضنا بِدَلاً حمراء إيهاماً لهم بتنفيذ حكم الإعدام فيهم كوسيلة للتعذيب النفسي، بينما كان بعضنا يتعرض للتهديد بالاغتصاب أو النفي، إضافة إلى الممارسة الفعلية للتعذيب من ضرب بالهراوات والكيابل وسكب الماء البارد في درجات حرارة تصل إلى تحت الصفر". وواصل مؤكدا أن السجانين كانوا يدخلون شفرات وآلات حادة للسجناء العراقيين، ليعتدوا بها على السعوديين، حيث وقعت عدة محاولات لقتل عدد من السجناء. وتابع: "وزارة العدل في العراق لا تحتاج في محاكمتها للسعوديين إلى أدلة أو براهين أو شهود، فالأحكام جاهزة وكل ما علينا القيام به هو التوقيع على أوراق بيضاء والتبصيم ثم يقوم المحققون بكتابة القضية التي يرغبون في تلفيقها لنا، وتتكرر هذه الحالة حين يقترب السجين من انتهاء محكوميته لتلفيق قضية جديدة له". وفي نهاية حديثه، أكد "الغنام" استمرار مسلسل تلفيق التهم والقضايا والانتهاكات والتعذيب الذي يتعرض له السجناء السعوديون في العراق، مطالبا بالتدخل للإفراج عنهم وإنهاء عذاباتهم.