قد يستغرب القراء من عنوان مقالي هذا ، وحقيقة أنا قصدت أن اجذب انتباه القاري لهذا العنوان للدخول له وقرأته لكي استقطب اكبر عدد من القراء لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به ويحصل ولو جزء بسيط من غايتي في هذا المقال المتواضع . أحبائي القراء سأتطرق لحياتنا الاجتماعية وما نمارسه يوميا من تصرفات سلبية وسلوك سيء تعكس مدى تخلفنا عن كثير من المجتمعات الأخرى ، وكذلك مايحدث في مجالسنا من شد وجذب في القضايا السياسية والفكرية والعنصرية والتنظير الغير معقول . المشاهد لواقعنا الحالي يلحظ تأزم وتوتر أغلبية المجتمع لدخولهم وانشغالهم بما ليس من اختصاصهم و مواضيع لن يسالوا عنها يوم الحساب كالقضايا السياسية والفكرية ونحوها من القضايا العنصرية وقضايا التصنيف (المذهبي –المناطقي –العرقي – القبلي ) والدخول في النيات ونحوها مما لافائدة فيه إلا خلق العداوات والبغضاء والشحناء والتخلف والرجوع إلى الخلف درجات عظمى . إن إغراق المجالس بالقضايا التي تسبب الفرقة والشحناء والبغضاء أصبحت ظاهرة لا يجوز أن نتجاوزها ولابد من أن نقف أمام هذه الثقافة التعصبية التي لاتسمن ولا تغني من جوع بل ينشى عليها أبنائنا وتتكابر معهم في مراحل نموهم فنبقى في معمعة تعصبية تصنيفية لن نخرج منها إلى بناء الوطن وتنميته ورفع درجة الوعي عند كل مواطن في هذا البلد الطاهر مهبط الوحي ومنبع الرسالة ، لكي يكون المواطن سفير خير في كل ميدان من ميادين الحياة . فأغلبية المجتمعات الإسلامية ينظرون لنا كقدوة لهم لأننا في بلد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين وقلب العالم الإسلامي النابض، فلا بد من أن نراعي ذلك، وهذا مايلحظه السياح السعوديين حين مقابلتهم للشعوب الإسلامية في دولهم ونظرتهم لنا كقدوة لهم . أخوتي وأخواتي القراء لو أن كل إنسان عمل على تغيير نفسه أولا ومن ثم التأثير على من يعول من أسرته وأقاربة ومن ثم تتسع الدائرة فتكبر يوماً بعد يوم لتشمل أغلبية مجتمعنا العزيز . وأنا هنا اقصد بتغيير النفس أمرين هما : الأول : ( ترك الخوض في النقاشات التي تولد العداوات والشحناء كالنقشات السياسية والفكرية والعنصرية وتركها إلى طرح مواضيع ترفع درجة الوعي لدينا وتنمي عقولنا إلى مافيه صلاح ديننا ووطننا كقضايا تربية الأبناء والسلوك العام للمجتمع ، والتعامل مع الأجانب ، وقضايا البيئة وما تتعرض له من هجوم شرس من جميع أطياف مجتمعنا ؟؟ وقضايا العمل التطوعي لخدمة المجتمع، وغيرها من المواضيع التي ترفع من قيمة مجتمعنا بين المجتمعات الأخرى ) . الثاني : (عليك أن تتخلص من كل سلوك سي تمارسه في حياتك اليومية من رمي للنفايات،وعدم احترام النعمة –بقايا الطعام-وإغلاق طريق، وبصق أمام الآخرين،ووقوف خاطئ ، ورفع صوت في تجمع لجذب الانتباه، وتدخل في ما لايعنيك، وإهمال في وظيفة بغياب وتأخر، عبوس في وجوه الآخرين ، عدم احترام إخواننا الأجانب ، عدم احترام النظام في كل شي و غيرها من الصولر السيئة التي نشاهدها يومياً ) لنترك لعن الظلام ونوقد شمعة نرى من خلالها كل ماهو في صالح مجتمعنا ينمية ويرفع قيمته بين المجتمعات التي تتطور يوما بعد يوم، ونحن في معمعة التنظير والنقاشات السياسية والمذهبية والفكرية، ورمي كورة الإخفاق على جهة معينة الكل يتلقفها ومن ثم يرميها على غيره ، وهكذا نترامى كرة الفشل والإخفاق فيما بيننا وغيرنا يتطور ويرتقي ويبتعد عنا خطوة بعد خطوة إلى متى نبقى هكذا؟؟؟؟؟؟ سؤالي هنا هل نحن ملزمون بتصنيف خلق الله كنعت فلان باللبرالية وذاك بالعلمانية وهذا بالسلفية وذاك بالأخوانية و و و ، أم نحن غير ملزمون هل رب العزة والجلال يوم القيامة سيحاسبنا عن عدم نعت فلان بالعلمانية وذاك بالأخوانية . يقول الباري سبحانه )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ( لندع إطلاق الأحكام على عباد الله فسوف نحاسب عن أحكامنا عليهم ولن نحاسب إذا لم نحكم عليهم، وان كنت صادقاً وتريد الصلاح للبلاد والعباد فناصحه وعظه بالحسنى وهذا منهج رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم كماجاء في الحديث عن أبي رقية تميمِ بن أوسٍ الدّاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدِّين النصيحة)) قلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم) .رواه مسلم. وإذا لم تستطع الوصول إليه فادعوا له في ظهر الغيب بالهداية وان ينير الله قلبه فمهما كان فهو أخوك المسلم،أو أن يزيله رب العباد عن طريق المسلمين ويكفيهم شره إن كان كما تعتقد، أما أن يكون منهجك إطلاق الأحكام جزافاً وتشفياً في كل مجلس فهذا ليس منهج رسول الأمة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهو قدوتنا ومنهجه منهجنا . كم مضى من الوقت ونحن في هذه الحالة التي تكلمت عنها سلفاً ؟ ماذا جنينا من ذلك ؟ إلا البغضاء والشحناء والفرقة إخوتي الأعزاء في الختام أدعو كل مواطن أن يكون ايجابيا في مجتمعه بحيث يكون له بصمة ولو صغيرة، فمثلا إذا رأيت خطا من مواطن آخر كن ايجابيا وبلغه بخطئه بلطف وروية، وإن رأيت أحد من إخواننا الأجانب عليه ملاحظة قوية فبلغ عنه السلطات كقائد شاحنة بلا أنوار خلفية مثلاً وقس على ذلك الكثير مما تراه يحدث يومياً أمام ناظريك ولا تحرك ساكناً فهذه الأخطاء وإن تعدتك إلى غيرك فسيأتي يوم تصيبك أو تصيب قريب لك،بلغ عن قاطع إشارة ومفحط، وانصح من يرمي النفايات وهكذا نبني مجتمع صحياً إسلامي السلوك والمنهج . والله من وراء القصد ....... كتبه /عبدالرحمن بن عبدالعزيز التويجري – القصيم – بريدة – الطرفية