تتناول مختلف وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى ظاهرة مقيتة عبّرت عنها صورة نشرتها مؤخراً جريتكم الغرّاء ( عاجل), ظاهرة تنتشر في أوساط المراهقين, تخالف القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية, وتؤثّر على المظهر الحضاري والجمالي في مدننا, نستاء منها جميعاً ونحن نراها قد شوّهت أسوار مدارسنا وحدائقنا ومنازلنا ولم تنج منها حتى المقابر, تنمّ عن التعصّب حيناً, وعن الكبت النفسي حيناً آخر, وتمتدّ إلى الانتقام والاعتداء وتشويه السمعة, ولاتقف عند الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. كثرت التكهنات بأسبابها, وتعددت التوصيات بسبل معالجتها, فوضعت البرامج للحدّ من انتشارها, وأقيمت الحملات للتوعية بأخطارها, لكنها تأبى الانحسار وتواصل العبث بشراسة واقتدار, ولشديد الأسف فإن البعض يمارسها كهواية وتقليعة دون النظر لأبعادها السلبية. بالتأكيد إنكم عرفتموها, إنها ظاهرة......... تبذل المملكة ودول كثيرة في العالم جهوداً مضنية لمعالجتها والحدّ من انتشارها عبر الحملات التوعوية والبرامج الهادفة لطمس معالم التشويه والعبث على جدران المدارس والمباني بمختلف أنواعها حتى بلغت قيمة إزالة الكتابات والرسومات من الجدران مبالغ هائلة, ففي سنة واحدة على سبيل المثال بلغت تكاليف الإزالة والصيانة في بريطانيا 1.5 مليار دولار حصة لندن منها 200 مليون دولار, وفي ألمانيا تجاوزت التكاليف 700 مليون دولار, وفي مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدةالأمريكية وصلت إلى 140 مليون دولار, وذلك بحسب ما أوردت ( International Journal of Applied Management and Technology), فيما لاتوجد إحصائيات لتكاليف الصيانة في المنطقة العربية ومن بينها المملكة. من جانبنا شاركنا في عدد من الحملات والبرامج التي جرت في مختلف مدن المملكة بقصد الحدّ من هذه الظاهرة، لكننا لمسنا ازدياداً في انتشارها وشدّة المعاناة منها, ومع ذلك لم ندع آمالنا تبوء بالخيبة وعقدنا العزم على بذل ما في وسعنا والقيام بواجبنا الأخلاقي ومسؤوليتنا المهنية للحدّ منها عبر تطوير طلاء للتخلّص من عمليات العبث والتشويه المتعمدة التي تغرق أسوار المباني بالكتابات والرسومات التي أقل ما توصف بأنها غير حضارية وتمثّل ثلمة في جسد المجتمع, ولأننا لسنا بمنأى عن معاناة مجتمعنا بمختلف فئاته, وخدمته باعتبارنا شركة وطنية شرف نصبو نحوه وهدف نسعى إليه, بدأنا منذ عام 2005م في مركز الأبحاث لدينا بعمليات البحث والتطوير لتصنيع نوع خاص من الطلاء يتصدّى لهذه الظاهرة غير الحضارية بغية تدوين فصل مهم في مشروع القضاء عليها, وتوّجت جهودنا ولله الحمد بالنجاح بإنتاج ( الجزيرة ريفال) المقاوم للكتابة والرسم على الجدران والذي يمتاز بإمكانية إزالتها خلال فترة وجيزة, ليلعب دوراً كبيراً في الحدّ من التلوّث البصري والحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي لشوارع مدننا, فضلاً عن توفيره للتكاليف الباهظة جرّاء إعادة طلاء الجدران من جديد, وبوسع كافة الجهات المختصة في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية التي تعاني من هذه الظاهرة وتنشد التخلّص منها وتسعى لإبراز الوجه المشرق لبلدنا الاطلاع على خصائصه ومزاياه. وكلنا أمل في أن نسهم بدور فعّال في معالجة هذه الظاهرة, متطلعين إلى اليوم الذي نشهد فيه القضاء عليها من الجذور. عبد الله بن سعود الرميح مدير عام شركة دهانات الجزيرة