قامت شركات الألبان مؤخرا وبزعامة إحدى الشركات الكبرى بالالتفاف على المواطن وابتزازه بمحاولة رفع السعرعليه , بطريقة أقل مايقال عنها إنها أمر دبر بليل , وليست كما يقتضي شرف المهنة ونزاهة العمل التجاري الذي ينادي بالمنافسة الحره في السوق بين أرباب المهن وأصحاب الشركات , بإخضاع السلع لقاعدة العرض والطلب , بحيث تكون للمستهلك الحريه في اختيار السلعه الأجود والأقل سعرا . كانت الحجة لتلك الزيادة هي ازدياد أعباء التكلفه عن السابق, ولا أعلم كيف تكون هناك زيادة في سعر التكلفه والأرباح السنويه لتلك الشركات اللبنيه تتطور سنويا وهي توازي أرباح الشركات العملاقة بل إنها هي الشركات العملاقة ذاتها, والأمر المحير الآخر أن من حمل راية زيادة السعر لديه مكاسب سنوية تتجاوز المياري ريال , وهي من الشركات القلائل التي بلغت فيها الأرباح مستوى أعلى من رأس المال , وهذا يعتبر ربحا كبيرا جدا في عالم المال والشركات, وهو النجاح بعينه , فلا نعلم ماهو داعي رفع السعر , فهل هذا هو الجشع والطمع الذي نسمع عنه ؟ !! تلك الحادثة ليست غريبة علينا,فهذا يبدو أنه سلوك أصبح متعارف عليه عندنا على الرغم من شذوذه , وهو مثال صارخ لمايعانيه المستهلك السعودي من تآمر وابتزاز تجاري ملحوظ من قبل التجار , والملاحظ في تجارتنا ان هناك قاعدة معكوسة ومفاهيم مقلوبه تسيرنا, فبدلامن أن تتنافس الشركات فيما بينها وتتقاتل لكسب ود العميل "الزبون" بتقديم الأسعار التنافسية له, تجدها جعلت من ذلك الزبون منافسا وخصما لها تجتمع عليه وتصطف ضده لتحتال عليه بالأسعار, وإلا مامعنى أن ترتفع الأسعار مجتمعة..!! لقد أوضحت هذه القضية مدى الفجوة وسوء العلاقة بين المستهلك السعودي والشركات التي تعمل على الأرض , كما أنها بينت كيف أن المواطن "يصارع" وحيدا من أجل مصالحه الاستهلاكية من دون مساند له ,حتى أنه ليشعر أحيانا وكأنه في ساحة حرب تحاول التهامه وليس في سوق حرة تنافسية نزهية يأمن جانبها في حفظ حقوقه , كما انها تعتبر مثالا حيا على الحرب المستعرة بين المواطن والشركات التموينية ومنها شركات النفط الأبيض تلك " شركات الالبان" !! في هذه الجولة الحربية قام قائد الحملة الذي رفع راية حملة زيادة الأسعار بمواجهة المواطن الأعزل متسلحا بعدد من الكتائب " الشركات اللبنيه" التي خطط معها كي تحذو حذوه لاحقا برفع السعر , فرفع سعره مزهوا بهالة من الغرور والطمع الغير مبرر, فاستجابت له إحدى الكتائب برفع السعر فورا, ووفق الخطه المدروسة أن تتبعه بقية كتائب الجيش الأخرى للدخول الى ميدان المعركة تعاضدا وتحزبا ضد المستهلك لمبارزته وكسره ومن ثم اخضاعه للقبول بذاك السعر التآمري الاحتكاري الجديد,,!! ماذا كانت النتيجة ؟,, لقد شمر المستهلك عن ساعديه رافعا راية الدفاع عن حقه , لكبح هيجان وسطوة ذلك الجيش ووأد مؤامرته في مهدها , كيف لا وهو الذي كان يظن بأن مكافأة تنتظره مع قدوم شهررمضان بخفض الأسعار نظير انتظامه الدائم وبحسه الوطني في استهلاك منتج تلك الشركات , وأنه هو العامل الرئيس في تشجع انتاجها وتحيقيها لتلك المكاسب وبالتالي نجاحها,,, فكانت المناداة بالمقاطعة , مقاطعة الرأس المدبر, ذلك المجيش الجشع الأرعن , وسرعان ما آتت تلك المقاطعه أكلها , مماجعل ذلك المعتدي يولي دبره من فوره هاربا من ميدان المعركة , بعدما لسعته حرارة المنافسه والحرب مع خصمه المستهلك , وبعدما رأى بأم عينيه حيلته وهي ترتد عليه , لاجئا قادته الى خندق يفترض انه خندق حماية المستهلك ليحتمي به , فما كان من بقية الكتائب الأخرى والتي كانت عازمة على اقتحام الميدان الا أن أحجمت عن التقدم مذعورة , بعدما رأت فشل المساعي برفع السعر وأن خطر اللعب مع العملاء محدق اذا ما استمر, فاصبح كل ينفي المسؤلية عن نفسه تجنبا لارتداد الأمر عليه. هنيئا لك ايها المواطن الواعي بما فعلت و تفعل لقد لقنت المستبد الظالم ومن كان ينوي السير على دربه درسا في الوطنيه والأخلاق ولزوم قارعة الشرف , وموقفك الشجاع هذا ذكرنا بحالة مشابهة حدثت الأرجنتين , حيث قاطع الشعب شهرا كاملا البيض , بسبب تآمر شركاته عليه برفع الاسعار , فكان أن تكدست اكوام البيض في المحال التجاريه شهرا كاملا , مماسبب خسائر فادحه للمبتزين , حتى وصل الأمر في النهاية الى أن توسلت الحكومة عبر الاعلام للمواطنين بانهاء تلك المقاطعه بعدما اعطتهم ضمانات حقيقيه بعدم عودة الأمر. ونسجل لك هنا انجازا باهرا فهي من المرات القلائل التي يقاطع فيها المستهلك منتج فتكون له كلمة في تسيير مصالحه , حيث أرضخت تلك الشركات لرغبتك , ثق بنفسك واعمل لصالحها ولاتنتظر عونا من أصحاب الحسابات والمصالح. أخيرا أسوق لك حكمتين اقتصاديتن من كنز الأثر ,,, الاولى , غلا الزبيب في مكة , فاشتكى أهلها لعلي بن ابي طالب بالكوفه , فقال أرخصوه بالتمر!. الثانيه , قيل لإبراهيم بن أدهم ان اللحم قد غلا , فقال أرخصوه,,, أي لاتشتروه ! في الأثر الأول اشارة لاستبدال المنتج الذي غلاسعره بمنتج آخر مرادفا له ان كان هناك بديل , وفي الثاني اشارة الى الاستغناء عن المنتج الذي لابديل عنه فترة من الزمن حتى يرخص سعره. اتمنى لكم التوفيق,,, تركي الربيش [email protected]