من منا لا يعرف ذاك الرجل صاحب الصيت الصاخب ذاك المجادل المنافح عن كل أمراً خالطته الشُبهة وصاحبه الإختلاف . أهلاً وسهلاً بالشبهة التي تنتشلني إلى عالم الأضواء بفضل صٌنع الخلاف والخوض فيه كثير هي الأسماء التي تبرق في سماء الأعلام لتٌمطرنا بمفاهيم دخيلة علينا لا يقبلها الشرع ولا يقرها العُرف فهم رواد الكلام وعلمه فلقد أتقنوا شٌرب الشبهة وأثروها بفلسفة بغيضة لتربك من يراقبها من بعيد وقريب إن بعض المتعالمين ليلهث وراء كل خيط يوصله إلى الجدال وإثارة النزاع فحرصه على الفرقة أكثر من حرصه على طرح أفكاره فالتوافق في شريعته يقفل الأبواب أمام بزوغ شمسه المعتمه فحاطبي الليل كٌثر أعاذنا الله وإياكم من ألسنتهم تجدهم يخوضون في كل شيء إالا في التفكر في عيوبهم فهم أكاديميون ومستشارين ومحللي أسهم ولهم بالفتوى ما الله به عليم فهموا كل شيء بطريقتهم وهم فقط من يحدد أين ترسو سفينة المجتمع إن هذه الزمرة التي لا تمثل واقع المجتمع ولا تشكل رقماً في حساباته تعتبر من أشد الكيانات تسلطاً على منابر الإعلام فهم رواد الخلاف وأهل الغث والسمين يخوضون في كل شيء فقهوه أم لم يفقهوه فتارة تكون المرأة وتحريرها ساحتهم وتارة يشنون هجومهم على القضاء وأهله ومن ثم ينتقلون في هجومهم إلى المطالبة بتحجيم الهيئة وتقليص مهامها فهجومهم يكون جماعياً دائما وكأن الأمر مخطط له من جهات خارجية تحركهم كأحجار الشطرنج فمفاهيمهم قاصره والحلول التي يطرحونها ساذجة ولا شك في ذلك فالشريعة تكون في ذيل القائمة أن وجدت فلقد حصروا تخلف الأمة في حجاب المرأة وفي سيارة عضو الهيئة وفي ثوبه القصير فأي سذاجة تجعلني أتقبل رأي من ينادي بحرية المرأة وهو يصادر حقها في أن تتحدث عن همومها من أوكلهم الدفاع عنها هذا إن سلمنا بأنها مسلوبة الحقوق إن دعاة الليبرالية لهم أشد خطراً على المجتمع من غيرهم فهم أبواق الغرب وأفراخه فأين هم عن ثوابت الأمة وهمومها ا فسبحان من أخرس ألسنتهم عن القدس وثوابت الإسلام فأسيادهم هم المحتلين فكيف يناطحونهم فهم من أرتضوا أن يكونوا مطية لهم حُماة لأفكارهم الساقطة بأمتياز وياليتهم نقلوا لنا من حضارة الغرب تطورهم العلمي فليتهم يطالبون بإنشاء محطة فضاء أو مصنع للسيارات بل كل ما يستنهض هممهم هو الهوى والإنحلال فالحمد لله والشكر على أن جعلهم قلة قليلة في بحر مجتمع السواد الأعظم فيه أهل خير وصلاح وتقوى وأسأل الله أن يعيننا على عقولهم وسذاجة ما يطرحون فلا بد من يوم أن تنكسر وتتبعثرأحجار الشطرنج ____________________ كتبه تركي بن عبدالرحمن الربعي