في عالم السياسة المصالح هي من تحدد الإتجاهات والمواقف فلا أخلاقيات مبادئ ولا في دوامة السياسة فعدو الأمس صديق اليوم وهذا هو حال جل الدول في العالم ولكن عندما ترفع دولة ما الشعارات الرنانة صباح مساء وترمي تلك الدولة بأقبح الألقاب وأشنعها وتصفها بالعدو وبالشيطان الأكبر ثم تكتشف العلاقات المتينة من تحت الطاولة لتسطر علاقة الأخوة الحلفاء عندها تتأكد أننا في صدد الحديث عن دولة إيران الفارسية التي أبدعت في الإلتزام بالتقية حتى في السياسة فمن منا لا يرى النفاق السياسي في الإعلام الذي يمجد ويلمع صورة قطب الممانعة إيران الفرس إيران الثورة وكأننا لا نرى ولا نشاهد ماتقدمه إيران لدول تصفها بالشيطان الأكبر فالحليف الأول لأمريكا في حربها ضد أفغانستان والعراق هي إيران وذلك بأعتراف نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد علي أبطحي حين ما أراد أن يذكر واشنطن بما قدمته إيران من خدمات جليلة في مشاركة الحرس الثوري الإيراني في إسقاط طالبان ومشاركة قوات بدر وفيلق القدس في الصف الأول لغزو العراق , حقيقة أننا لا نستغرب طموح إيران التوسعية وعدائها على العرب خاصة ولكن المؤسف هو مجاراة إعلامنا العربي لما تروج له إيران من أنها دولة ممانعة ودولة ترفع شعار الثورة وشعار الموت لأمريكا وهي بالواقع ترتمي بأحضانها وتستظل بظلالها فمن يبرر لنا تغاضي دول العالم عن الإنقلاب على نظام الشاه وولادة ثورة الخميني ومن يبرر لنا تمرير المشروع النووي الإيراني والمماطلة في التعامل معه ولنا بمفاعل العراق عبرة فلقد قصف ودمر مبكراً وتم غزو العراق بمجرد الشك بحيازتها أسلحة تعترف إيران بإمتلاك أشد منها فتكاً وتدميراً , إن المخدوعين بنظام ولاية الفقيه يغفلون أو يتغافلون عن المخطط الفارسي الكبير الذي يطمح ويخطط لإبتلاع الدول العربية عبر عملاء طهران المخلصين فلقد نجحوا بتشكيل الهلال الشيعي فحزب الله جندي مطيع لساداته في طهران وذلك ماصرح به زعيمهم حسن نصرالله علانية ولا شك في ذلك فالولاء مدفوعُ ثمنه سلفا فميزانية الحزب تقارب النصف مليار دولار تقدمها إيران كاملة وأمام العالم أجمع وفي العراق تتربع طهران بالنفوذ الأكبر فحكومة بغداد وغالبية وزرائها هم إما إيرانيون أصلاً وإما عراقيون الجنسية إيرانيون المذهب والولاء ولنا في اليمن عبرة وعظة فحينما تأخر القضاء على زمرة أذناب الفرس الحوثيين قوت شوكتهم وجاهروا بدعم طهران لهم ومساندتها لهم ويجب أن نؤكد أنه في جل الدول العربية والإسلامية يوجد حوثيون وعملاء لطهران يتلقون الدعم من ساداتهم في طهران لنشر تشيعهم الحاقد على كل ما هو عربي ومسلم وهم رهن الإشارة في كل وقت وفي أي وقت حديث شريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله . متفق عليه ----------------- كتبه تركي الربعي